تنازل الحسن بن على بن أبى طالب عن الخلافة فذهبت إلى معاوية بن أبى سفيان، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "معاوية بن أبى سفيان وملكه"
تقدم فى الحديث أن الخلافة بعده عليه السلام ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا، وقد انقضت الثلاثون بخلافة الحسن بن على، فأيام معاوية أول الملك، فهو أول ملوك الإسلام وخيارهم.
قال الطبرانى: حدثنا على بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن يونس، ثنا الفضل بن عياض، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبى ثعلبة الخشنى، عن معاذ بن جبل، وأبى عبيدة قالوا: قال رسول الله ﷺ: "إن هذا الأمر بدا رحمة ونبوة، ثم يكون رحمة وخلافة، ثم كائن ملكا عضوضا، ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا فى الأرض، يستحلون الحرير، والفروج، والخمور، ويرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل"، إسناده جيد.
وقد ذكرنا فى دلائل النبوة الحديث الوارد من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وفيه ضعف عن عبد الملك بن عمير قال: قال معاوية: والله ما حملنى على الخلافة إلا قول رسول الله ﷺ لى: "يا معاوية إن ملكت فأحسن".
رواه البيهقى، عن الحاكم، عن الأصم، عن العباس بن محمد، عن محمد بن سابق، عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، عن إسماعيل ثم قال البيهقي: وله شواهد من وجوه آخر.
منها: حديث عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن جده سعيد أن معاوية أخذ الإداوة فتبع رسول الله فنظر إليه فقال له: "يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل". قال معاوية: فما زلت أظن أنى مبتلىً بعمل لقول رسول الله ﷺ.
ومنها: حديث راشد بن سعد، عن معاوية قال: قال رسول الله ﷺ: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم".
قال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله ﷺ فنفعه الله بها.
ثم روى البيهقى من طريق هشيم، عن العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبى سليمان، عن أبيه عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "الخلافة بالمدينة، والملك بالشام"، غريب جدا.
وروى من طريق أبى إدريس، عن أبى الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ: "بينا أنا نائم رأيت الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصرى فعُمد به إلى الشام، وإن الإيمان حين تقع الفتنة بالشام".
وقد رواه سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن يونس بن ميسرة، عن عبد الله بن عمرو.
ورواه الوليد بن مسلم، عن عفير بن معدان، عن سليمان، عن عامر، عن أبى أمامة.