صدر حديثا، المجموعة القصصية "رق الحبيب" للدكتور والكاتب الكبير محمد المخزنجي، ومن المقرر أن تشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2021، فى دورته الـ 52، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
من أجواء المجموعة:
"طلع على النهار/ سهران فى نور الأمل
وغنت الأطيار/ لحن الهوى والغزل
وفضلت أفكَّر فى ميعادى/ واحسب لقربه ألف حساب
وكان كلامى مع صحابى/ عن المحبة والأحباب"
فى ذلك الوقت الظليل الناعم بين العصر والغروب كان "قصب" يغنى بين أشجار المانجو العتيقة فى حديقة "المصحة" الداخلية، إنه وقت إدخال الألفى مريض إلى عنابرهم بين أسوار "قسم الرجال" ليتناولوا جرعة المساء من أدويتهم المهدئة والمنومة، ويهجعوا فى مراقدهم مع حلول المساء ثم يبتلعهم النوم حتى مطلع الصباح، الشيء نفسه يحدث مع الألف مريضة ومائة وخمسين طفلا داخل أسوار "قسم الحريم".
ولا يبقى طليقا خارج أسوار العنابر غير بضعة مرضى من الذين أمضوا سنوات طويلة نزلاء المكان، تم تصنيفهم "هادئين ومستقرة حالاتهم ولا يمثلون خطورة على أنفسهم ولا على الغير"، فتُركوا ليهيموا بسلام خارج العنابر وخارج أسوار الأقسام حتى أول المساء، ومن تلقاء أنفسهم يعودون إلى عنابرهم مع تحول الزُرقة إلى دُكْنة تلمع فيها نجمة أو نجمتان، يتناولون من ممرضى الليل جرعة آخر النهار، ويخلدون للنوم فى دعة.
والدكتور محمد المخزنجى هو طبيب وكاتب وأديب مصرى، يعتبر من أبرز مبدعى القصة فى العالم العربى، عمل طبيباً للأمراض النفسية والعصبية، ثم انتقل للعمل فى الصحافة الثقافية محرراً لمجلة العربى الكويتية ثم مستشاراً لتحريرها، وهو كاتب مقال أسبوعى فى عدة صحف مصرية وعربية، وصدر له أول عمل قصصي، قصص للأطفال، عن دار الفتى العربي، بيروت، عام 1983، ثم قصة الموت يضحك، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988، حصل على جائزة أفضل مجموعة قصصية صدرت فى مصر سنة 1992 عن مجموعة البستان، كما حصل على جائزة الأدب المصرى لكبار كتاب القصة القصيرة عام 2005.