صدر حديثا رواية بعنوان "رحل ولم يعد" للكاتب محمد أسامة، والتى تشارك خلال فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الثانية والخمسين، التى تستمر فعالياتها حتى 15 يوليو الجارى، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت شعار "فى القراءة حياة".
جاء فى أجواء الرواية :
عادت إلى بيتها فرحةً مُبتهجةً، سعيدةً مُغتبطةً، تعلو البسمة شفتيها، وتنبعث الفرحة من عينيها، إنَّها أخيرًا على مشارف يوم زفافها، وطرْقِ أبواب الأمل بعد جحيم مرَّ عليها، وسنين حالكةٍ اعتراها فيها الألم، وكساها على مدارها القهر، حتى نالت أخيرًا مُرادها، وبلغت بعد جهدٍ فرحتها.
إنَّها الآن في منتصف العِقْد الثالث من عمرها، وقد أذهبت المحن بعض شبابها، ولكنَّ الفرحة التي استوطنت قلبها، وجرت في عروقها ودمها، قد أحيت لها عمرها، وأعادتها سنينَ إلى الوراء، ليهزم روح الشباب في روحها فُلُول المشيب والهرَم الذي اجتاح قلبها، ودمَّر قديمًا كلَّ أمانيها وأحلامها، إنَّها تسعى إلى أن تطوي تلك الصفحة القاتمة من حياتها، وأن تفتح صفحة جديدة بيضاء من أجل مستقبلها، فيبتسم لها الدهر، وترتسم لها ملامح الحياة، وقد أمست آمنةً في سربها، معافاةً في بدنها، وحِيزت لها الدُّنيا بحذافيرها.
وسرعان ما اتَّصلت "رشا" بصديقتها اللُّبنانية "لُجَيْن" لتخبرها بالخبر السعيد، وتُبشِّرها بزوال همومها، ورحيل أحزانها، وصلاح أمورها، وبانقضاء كل أزماتها التي رأت فيها بلاءً واختبارًا من ربها، وموعظة من خالقها، ثم جلست على مضجعها وقد خلعت حذاءها، وأخذ فِكْرُها يرتدُّ سنوات إلى الوراء، وتتمعَّن كيف تجاوزت كل تلك المحن، وانتصرت على كلِّ هذا الألم، كأنَّما أُغشي وجهُها قطعًا من الليل مُظلمًا، فقد لقيت "رشا" في حياتها ما أدمى قلبها، فضلَّت سبيلها، وعمي طريقها، وانسدَّ أملُها.