نشاهد، اليوم، صورة للكاتب الكبير محمد حسين هيكل (1888 - 1956م) وهو شاعر وأديب وسياسى ولد فى قرية كفر غنام فى مدينة المنصورة، وحقق شهرته العربية برواية "زينب".
درس محمد حسين هيكل القانون فى مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة، وتخرج منها فى عام 1909م، وحصل على درجة الدكتوراه فى الحقوق من جامعة السوربون فى فرنسا سنة 1912م، ولدى رجوعه إلى مصر عمل فى المحاماة 10 سنين، كما عمل بالصحافة، واتصل بأحمد لطفى السيد وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهم.
كان محمد حسين هيكل عضوا فى لجنة الثلاثين التى وضعت دستور 1923، أول دستور صدر فى مصر المستقلة وفقاً لتصريح 28 فبراير 1922م، لما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية وعُيِّن هيكل فى رئاسة تحريرها سنة 1926.
واختير وزيراً للمعارف فى الوزارة التى شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيراً للمعارف مرة ثانية سنة 1940م فى وزارة حسين سرى، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى فى عام 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م.
اختير محمد حسين هيكل سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيساً له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعى حتى يونيو 1950م حيث أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التى أدت إلى إخراج هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس نتيجة الاستجوابات التى قدمت فى المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشارى الملك فاروق. تولى أيضاً تمثيل السعودية فى التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر فى الأمم المتحدة أكثر من مرة.
ورواية زينب صدرت عام 1914 ولم يضع محمد حسين هيكل اسمه عليها، وحملت آنذاك توقيع "بقلم مصرى فلاح" كتبها بين سويسرا وباريس التى نال منها درجة الدكتوراه فى الاقتصاد السياسى عام 1912.