رجل اقتصاد وفيلسوف فرنسى، تأثر فى حياته بالأفكار الاشتراكية التى سبقت أفكار وأدبيات كارل ماركس، لكنه لم يكن اشتراكيًّا بالمعنى الدقيق هو شارل فورييه، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 7 يوليو من عام 1772م، كان ابن رجل أعمال صغير، لكنه كان مهتمًا بالعمارة أكثر من تجارة والده، وأراد أن يصبح مهندسًا، لكن لم تقبل مدرسة الهندسة العسكرية المحلية سوى أبناء النبلاء، وقال فورييه لاحقًا إنه يشعر بالامتنان لأنه لم يستطع دراسة الهندسة، لأنها كانت ستستهلك الكثير من وقته وتبعده عن تحقيق رغبته الحقيقية فى مساعدة البشرية، فماذا كانت فلسفته؟.
كان فورييه يأمل فى تغيير العالم وتحويله إلى نظام اقتصادى أفضل عن طريق المثال الصالح، وليس عن طريق الوعظ والأرشاد، وتصور مستعمرة تدار على شكل هيئة تعاونية بحيث يعيش أفرادها فى بناء مشترك ويختص كل منهم بعمل معين طبقا لذوقه للإبقاء على حياة الجماعة، وهذا فى رأيه سيؤدى إلى زيادة الإنتاج.
أما عن أفكار فورييه فأعلن فورييه أن الاهتمام والتعاون هما أهم أسرار النجاح الاجتماعي. وأعرب عن اعتقاده أن أى مجتمع متعاون سيشهد تحسنًا هائلًا فى مستويات الإنتاج. سيُكافأ العمال على عملهم وفقًا لمدى مساهمتهم وتعاونهم. رأى فورييه مثل هذا التعاون يحدث فى المجتمعات التى أطلق عليها فالانكسيس أى "الكتائب"، موجودة ضمن مبانى تسمى فلانستير أو "الفنادق الكبرى"، كانت هذه المبانى عبارة عن مجمّعات سكنية مكونة من أربعة طوابق، حيث كانت الشقق العلوية مخصصة للأغنياء وكان الفقراء يسكنون الطابق الأرضى. تتحدد الثروة حسب وظيفة الفرد. وتتعين وظيفة الفرد على أساس اهتماماته ورغباته، ورحل فورييه فى عام 1837م.