تمر اليوم الذكرى الـ922 على سقوط مدينة القدس بيد الصليبيين، وذلك فى إطار الحملة الصليبية الأولى، فى 15 يوليو عام 1099م، وهى حملة عسكرية شنها الصليبيون تلبية للدعوة التى أطلقها البابا أوربان الثانى سنة 1095م فى كليرمونت جنوب فرنسا من أجل انتزاع القدس وعموم الأراضى المقدسة من أيدى المسلمين وإرجاعها للسيطرة المسيحية.
شارك فى الحملة عدد من القادة أبرزهم جودفرى دوق اللورين، وريموند دوق الناربون، وبوهيموند كونت تورانتو، وروبرت دوق النورماندى وروبرت الثانى كونت فلاندر وهيو كونت فرماندوا.
وبحسب موسوعة "تاريخ العالم" فإن القدس التى كانت محاطة بجدران ضخمة، وبمزيج من الخنادق والمنحدرات الوعرة، مهمة صعب للغاية بالنسبة للصليبيين، لكن من حسن حظهم، وفى اللحظة المناسبة وصلت سفن من مدينة جنوى الإيطالية محملة بالأخشاب اللازمة لصناعة بُرجَى حصار، ومنجنيق، ومدقات لدك الحصون.
على الرغم من امتلاكهم لهذه الأسلحة إلا أنهم اصطدموا بمقاومة عنيدة، لكن على ما يبدو أن الحامية الإسلامية كانت مترددة بشكل ملحوظ فى شن غارات على القوات الصليبية لكسر الحصار، بانتظار الدعم الموعود من مصر.
بعد ذلك، فى منتصف شهر يوليو، قرر جودفرى أمير بويون مهاجمة ما اعتقد أنه الجزء الأضعف من الجدار، ونصب الصليبيون برج الحصار تحت جنح الظلام وقاموا بردم جزء من الخندق الماى، وتمكنوا من الاقتراب من الجدران، ومع تقدم جودفرى من الأمام، صعد المهاجمون فوق الدفاعات ووجدوا أنفسهم داخل المدينة فى 15 يوليو 1099.
دخل الصليبيون بأعداد هائلة إلى المدينة، فتبع ذلك مذابح جماعية لكل من المسلمين واليهود على حد سواء، لكن ما من شك بأن الأرقام التى تحدثت عن مقتل نحوالى 10 آلاف إلى 75 ألفا مبالغ فيها، قدر ابن عربى الرقم بنحو 3000 ضحية من أصل 30.000 من سكان المدينة، بعد شهر، وصلت قوة كبيرة من الجيش المصرى لاستعادة المدينة، لكنها هزمت فى عسقلان، عادت أورشليم إلى الحظيرة المسيحية، وأصبح جودفرى ملكا عليها.
وبالعودة إلى إيطاليا فقد توفى البابا أوربان الثانى فى يوليو دون أن يعرف بنجاح ما خطط له، بالنسبة لبعض المؤرخين مثلت معركة عسقلان نهاية الحملة الصليبية الأولى.