نجح المتحف المصرى الكبير، في تنفيذ البروفة الثانية لنقل مركب خوفو الأولى من من مقرها الحالى بهضبة الجيزة الأثرية إلى المتحف المصرى الكبير، التي جرت وقائع تنفيذها على مدى ثلاثة أيام متتالية بدءًا من الساعة الثامنة صباح الثلاثاء 13 يوليو، وحتى فجر اليوم الجمعة، قد تمت بنجاح تام، وما نستعرضه خلال السطور المقبلة، حكاية السيارة الناقلة للمركب.
فى البداية يجب أن نوضح فكرة الهيكل الذى يضم المركب، وفى هذا قال اللواء المهندس عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة، لقد صممت قضيب قطار مكون من سكتين وبدأنا فى بناء جسم كبير ولتبسيط الأمر مثل "كونتنر" الذى يتم نقل به البضائع الضخمة، طوله 50 متر ارتفاعة 7 متر ونصف وعرضه 7 متر، وتم بناء هذا الكونتر خارج المركب، وتم تفكيكه مثل "الميكانو"، وبدأن فى تصميمه كـ "فريمات" وتم عمل لكل فريم عجل ليسير على قضيب القطار، وهم بإجمالى 15 فريم، إلى أن تم تغطية المركب بالكامل، فأصبحت المركب داخل الهيكل الحديدى الضخم، ولكن لازالت المركب مثبته فى المبنى، وللتخلص من ذلك، وضعت على القضيبين كمر سفلى حتى يتم عمل قاعدة للكونتر حيث أنه مكون من أربع أضلاع، تم تصميم ثلاثة والضلع الرابع مفتوح وهو القاع الذى تم تمريره من أعلى المركب حتى تمر، ثم بدأت فى إغلاقه من أسفل، وتم بعد ذلك "لحامه" مع المنصة القديمة، فأصبح الجسم "القفص الحديدى" والمنصة القديمة قطعة واحده، ثم فصلنا المنصة القديمة بالقفص الحديدى عن المبنى، فاليوم أصبح وتحديدًا منذ 48 ساعة، أصبح المركب والقفص الحديدى مفصولين عن المبنى القديم، ونستطيع بعد ذلك التحرك به بسهولة.
وأوضح اللواء المهندس عاطف مفتاح، فى تصريحات سابقة لـ "انفراد"، عند نقل المركب سيتم دخول عربية أسفل هذا القفص الحديدى وهى سيارة مخصصة جاءت من بلجيكا ارتفاعها متر ونصف فقط، وطولها حوالى 20 متر، وبها أكثر من 40 عجلة، وكل عجلة لها حركة منفصلة، ستخدل تلك السيارة داخل المبنى، حيث تقوم برفع نفسها وتحمل الهيكل الحديدى "الكونتنر" وتبدأ تخرج به، وبالطبع نبنى جسور لتلك السيارة حتى تستطيع التحرك داخل المبنى المحاط بالحوائط والأعمدة، فكل جزء من هذه الأجزاء سيتم بناء لها كوبرى خاص بها، فسيكون داخل المبنى كوبرى طوله 50 متر، وعرضه 5 متر، لتدخل بواسطته السيارة لرفع الهيكل الحديدى لتتحرك به، وتحرك من خلال جسور ترابية ومعدنية تم بنائها الآن، وجارى إعدادها فى الموقع حاليًا، حيث سيكون الميار طولة 7 ونصف إلى 8 كيلو، حيث أن أعمال الخروج ستكون من خلال الطريق الجديد داخل منطقة آثار الهرم.
يذكر أن التجربة الثانية التي تمت خلال الأيام الماضية تمت بنجاح، حيث تم الاختبار الكامل لجميع مراحل النقل النهائية، مع تركيب أجهزة القياس الخاصة باختبار أداء العربة، وميول الطريق، وثبات الهيكل المعدني أعلاها؛ وذلك لضمان وصول المركب إلى المتحف بأمان تام، حيث تم اجتياز التجربة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وهو العمل المميز والدؤوب الذى أثبت كفاءة الجسور الرملية والكبارى المعدنية الستة خارج وداخل المبنى، وكذلك أكد كفاءة العربة الذكية، وقدرتها المتميزة على المناورة والتكيف مع مصاعب الطرق.