مع توالى السنوات رحل العديد من الصحابة رضوان الله عليهم، وفى سنة 55 رحيل الأرقم بن أبى الأرقم وسعد بن أبى وقاص، فما الذى يقوله التراث الإسلامى
أرقم بن أبى الأرقم
عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أسلم قديما، يقال: سابع سبعة.
وكانت داره كهفا للمسلمين يأوى إليها رسول الله ﷺ ومن أسلم من قريش، وكانت عند الصفا وقد صارت فيما بعد ذلك للمهدى فوهبها لامرأته الخيزران أم موسى الهادى وهارون الرشيد، فبنتها وجددتها فعرفت بها، ثم صارت لغيرها.
وقد شهد الأرقم بدرا وما بعدها من المشاهد، ومات بالمدينة فى هذه السنة، وصلى عليه سعد بن أبى وقاص أوصى به رضى الله عنهما، وله بضع وثمانون سنة.
سعد بن أبى وقاص
واسمه مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب، أبو إسحاق القرشى الزهري، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفى رسول الله وهو عنهم راضٍ.
أسلم قديما، قالوا: وكان يوم أسلم عمره سبع عشرة سنة.
وثبت عنه فى الصحيح أنه قال: ما أسلم أحد فى اليوم الذى أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإنى لثلث الإسلام سابع سبعة.
وهو الذى كّوف الكوفة ونفى عنها الأعاجم، وكان مجاب الدعوة، وهاجر وشهد بدرا وما بعدها، وهو أول من رمى بسهم فى سبيل الله، وكان فارسا شجاعا من أمراء رسول الله ﷺ، وكان فى أيام الصديق معظما جليل المقدار، وكذلك فى أيام عمر، وقد استنابه على الكوفة، وهو الذى فتح المدائن، وكانت بين يديه وقعة جلولاء.
وكان سيدا مطاعا، وعزله عن الكوفة عن غير عجز ولا خيانة، ولكن لمصلحة ظهرت لعمر فى ذلك.
وقد ذكره فى الستة أصحاب الشورى، ثم ولاه عثمان بعدها، ثم عزله عنها.
وقال الحميدي: عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: شهد سعد بن أبى وقاص وابن عمر دومة الجندل يوم الحكمين.
وثبت فى صحيح مسلم: أن ابنه عمر جاء إليه وهو معتزل فى إبله فقال: الناس يتنازعون الإمارة وأنت هاهنا؟
فقال: يا بنى إنى سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله يحب العبد الغنى الخفى التقي».
قال ابن عساكر: ذكر بعض أهل العلم أن ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبى وقاص جاءه فقال له: يا عم هاهنا مائة ألف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر.
فقال: أريد من مائة ألف سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، وإذا ضربت به الكافر قطع.