تمر اليوم الذكرى الـ783 على تولى السلطان نجم الدين أيوب، الدولة الأيوبية، وذلك فى 17 يوليو عام 1238، وهو نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبى بكر بن أيوب الملقب بأبى الفتوح، وهو سابع سلاطين الأيوبيين فى مصر، ولد فى القاهرة عام 603 هـ، 1206م، وكانت أمه جارية سوداء تدعى "وردى المنى".. وقد تولى حكم مصر فى مثل هذا اليوم 4 من ذى الحجة سنة 637 هـ.
لم تكن سياسة الملك العادل ترضى المصريين، فتحركت مجموعة من أمراء مصر إلى الملك الصالح والتقوه وأخبروه بأنهم يدعمونه فى حكم مصر بديلًا عن أخيه العادل، فتحرك الملك الصالح بجيشه وأمراء مصر إلى نابلس فى طريقهم إلى مصر انتظارًا لدعم عمه الصالح إسماعيل، لكنه خدعه ولم يدعمه بل دخل دمشق واحتلها ومعه أسد الدين شيركوه، وقام الصالح إسماعيل باعتقال الأمراء الدمشقيين والمصريين فيما يشبه مذبحة القلعة، حيث وعدهم بالإحسان والإنعام إذا ما وصلوا دمشق، وبمجرد وصولهم حبسهم فى قلعة الغرباء وقتلهم فى المقابر الصوفية، ثم قام الناصر داود بارسال جيش يعتقله هو ومماليكه فى بيوتهم، واحضروه إلى الكرك عند الناصر داوود، وظل معتقلًا فترة استمرت سبعة أشهر.
ومما قيل عن السلطان الأيوبى الراحل، قال صاحب الوافى بالوفيات: كان الملك الصالح ملكًا مهيبًا جبارًا ذا سطوة وجلالة، وكان فصيحًا، حسن المحاورة، عفيفًا عن الفواحش.
وقال سيف الدين ابن قزل المشد:
يا أيها الملك المؤيـد عزمـه .. انظر إلى البحرين يلتقيـان
أنشأت بينهما الجزيرة برزخًا .. لا يبغيان سوى لقا السلطان
وفيه يقول الصاحب جمال الدين بن مطروح:
عـز لمـولانا وسلطاننـا .. وناصر الحق على الباطل
الصالح ابن الكامـل المجتبى .. محمد بن الملك العادل
ويقول مؤلف المختصر فى أخبار البشر: كان مهيبًا عالى الهمة، عفيفًا طاهر اللسان والذيل، شديد الوقار، كثير الصمت، وجمع من المماليك الترك ما لم يجتمع لغيره من أهل بيته، حتى كان أكثر أمراء عسكره مماليكه.