نعيش أياما مباركة، هى العشر الأوائل من شهر ذى الحجة حيث يحل علينا عيد الأضحى، وفيه يضحى المسلمون ويقدمون شعيرة لله سبحانه وتعالى، ولكن ماذا عن القربان الأول الذى عرفه الإنسان حسبما تذكر الكتب المقدسة.
إن ذلك يعود بنا إلى قصة هابيل وقابيل، حيث يذكر العهد القديم عن قابيل وهابيل وأنّهما أوّل ما ولد لآدم عليه السّلام من الأولاد، وقد كان كلّ منهما يمتهن مهنة، فكان قابيل يعمل في الزّراعة، وكان هابيل يعمل في رعي الأغنام وتربيها، وقد كان تقديم القرابين لله تعالى في وقتها تعبيرٌ عن سعي الإنسان للتّقرب إلى الله تعالى، كما أنّ قبول تلك القرابين أو رفضها كان مؤشّرًا على صلاح العبد وتقواه من عدمه، وفي أحد الأيّام أراد قابيل وهابيل أن يقدّما قربانًا إلى الله تعالى فقام هابيل بتقديم أسمن ما عنده كذبيحة لله، وقام قابيل بتقديم ثمارٍ من أرضه، فنظر الله تعالى إلى قربان هابيل وتقبّله، ولم ينظر إلى قربان قابيل ولم يتقبّله، فقام قابيل بقتل أخيه هابيل.
بينما تذكر رواية أخرى لسبب قتل هابيل تتحدّث بعض الرّوايات أنّه كان من سنّة آدم عليه السّلام وحرصًا على تباعد الأرحام أن يزوّج ذكر كلّ بطنٍ من أنثى البطن الآخر، وقد كان في كلّ بطنٍ تحمله حوّاء توأمان ذكر وأنثى، فجاء هابيل ليتزوّج من أخت قابيل التي من بطنه فأنكر عليه قابيل ذلك ووجد في نفسه أنّه أحقّ من هابيل بها، فرفع أمرهما إلى أبيهما آدم عليه السّلام الذي حكم عليهما بأن يقدّم كلّ واحدٍ منهما قربانًا فأيّهما تقبّل الله منه كانت الأنثى له، وعندما قدّم كلاهما قربانًا تقبّل الله من هابيل ولم يتقبّل من قابيل، فأضمر قابيل المكيدة والحسد على أخيه حتّى قتله.
وفي القرآن الكريم وَردت قصّة قابيل وهابيل في القرآن الكريم حينما ذكر الله سبحانه تقديم كلّ منهما قربانًا وكيف تقبّل الله من أحدهما دون الآخر، فقال قابيل الذي لم يتقبّل الله قربانه لأخيه هابيل لأقتلنّك، فكان ردّ هابيل معبّرًا عن رفض قتال أخيه حتّى يبوء بالإثم كلّه، فقام قابيل بقتل هابيل، ثمّ لم يدرك كيفيّة دفن جثة أخيه حتّى بعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليدفن جثّة غرابٍ آخر فأدرك قابيل أنّ ذلك الغراب هو أعقل منه وأهدى سبيلاً بفعلته النّكراء تلك فأصبح من النّادمين.