نشاهد اليوم صورة للشاعر الكبير أحمد رامى (1892- 1981) والملقب بشاعر الشباب، وقد ارتبط اسمه بسيدة الغناء العربى أم كلثوم، وقد ولد رامى فى حى السيدة زينب، درس فى مدرسة المعلمين، وتخرج فيها عام 1914، ثم سافر إلى باريس فى بعثة من أجل تعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية، وحصل على شهادة فى المكتبات والوثائق من جامعة السوربون.
درس الشاعر الكبير أحمد رامى فى فرنسا اللغة الفارسية فى معهد اللغات الشرقية، وساعده ذلك على ترجمة "رباعيات عمر الخيام" من الفارسية للعربية، ثم عين أمينًا لمكتبة دار الكتب المصرية، كما حصل على التقنيات الحديثة فى فرنسا فى تنظيم دار الكتب، ثم عمل أمين مكتبة فى عصبة الأمم، كما عين مستشارًا للإذاعة المصرية، ثم عين نائبًا لرئيس دار الكتب المصرية.
كان أحمد رامى يحب الموسيقى فكان دائم التواجد بنادى الموسيقى ليلقى شعره على الحضور، فاستطاع أن يكون صداقة مع عدد من المطربين مثل أبو العلا محمد وصالح عبد الحى وسيد درويش، والشيخ أبو العلا محمد، الذى كان سببًا فى معرفته بام كلثوم.
جاء إليه ذات يوم الشيخ أبو العلا محمد وطلب منه أن يعطيه إحدى قصائده، فاستجاب أحمد رامى فأعطى له قصيدة "الصب تفضحه عيونه"، وعندما قابل الشيخ أبو العلا محمد أم كلثوم لم يتردد فى أن يعطيها اغنية "رامى"، الذى كان فى باريس وعندما عاد أبلغه أحد أصدقائه أن هناك فتاة من الريف تغنى كلماته فذهب ليستمع إليه وجلس فى أول صف الحضور وطالبها بأن تغنى قصيدته "الصب تفضحه عيونه" لترد عليه الأنسة أم كلثوم مرحبة به "أهلا ياسى رامى".
ومن هنا بدأ التعاون بين أم كلثوم والشاعر أحمد رامى الذى أحبها كثيرًا، وكتب لها أكثر من نصف اعمالها حيث وصلت إلى 110 أغنية، منها "هجرتك، حيرت قلبى معاك، جددت حبك ليه" وغيرها وغيرها، وكان أخر ما كتبه أحمد رامى لسيدة أم كلثوم هى "يا مسهرنى" نوعًا من العتاب لنها لم تسأل عنه.
أحمد رامى ترجم "رباعيات الخيام" بعدما درس اللغة الفاريسية، ليكون أول شاعر عربى يترجم رباعيات الخيام شعرًا عن الفارسية، وطبعت بدار المعارف، وترجم مسرحية "سميراميس"، وبعض قصائد ديوان "ظلال وضوء" لسلوى حجازى عن الفرنسية، كما شارك فى حوالى 30 فيلمًا سواء بالتأليف أو الأغانى أو السناريو مثل "الوردة البيضاء ودنانير ووداد"، كما كتب احمد رامى مسرحية "غرام الشعراء".
حصل أحمد رامى على جائزة الدولة التقديرية عان 1967، ووسام الفنون و العلوم، ووسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة من الملك الحسن ملك المغرب - درجة الدكتوراه الفخرية فى الفنون"، ورحل عن عالمنا فى 5 يونيو 1981.