وقع فى سنة 1969 حدث مهم جدا، هو الهبوط الأمريكى على سطح القمر، وقد قدم موقع "هيستورى" الأمريكى تفاصيل هذه الرحلة بمناسبة مرور 52 عاما على الرحلة.
يقول الموقع:
فى الساعة 10:56 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، تحدث رائد الفضاء الأمريكى نيل أرمسترونج، على بعد 240 ألف ميل من الأرض، بهذه الكلمات إلى أكثر من مليار شخص يستمعون فى المنزل: "هذه خطوة صغيرة للإنسان، قفزة عملاقة للبشرية"، وبعد نزوله عن وحدة الهبوط على سطح القمر، أصبح أرمسترونج أول إنسان يمشى على سطح القمر.
وتعود أصول الجهود الأمريكية لإرسال رواد فضاء إلى القمر فى النداء الشهير الذى وجهه الرئيس جون ف. كينيدى إلى جلسة خاصة مشتركة للكونجرس فى 25 مايو 1961 "أعتقد أن هذه الأمة يجب أن تلتزم بتحقيق الهدف"، فى ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة لا تزال متأخرة عن الاتحاد السوفيتى فى تطورات الفضاء، ورحبت أمريكا فى حقبة الحرب الباردة باقتراح كينيدى الجرىء.
فى عام 1966، بعد خمس سنوات من العمل من قبل فريق دولى من العلماء والمهندسين، أجرت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) أول مهمة أبولو بدون طيار، لاختبار السلامة الهيكلية لمركبة الإطلاق المقترحة ومجموعة المركبات الفضائية، بعد ذلك، فى 27 يناير 1967، وقعت مأساة فى مركز كينيدى للفضاء فى كيب كانافيرال، فلوريدا، عندما اندلع حريق أثناء اختبار منصة الإطلاق المأهولة لمركبة أبولو الفضائية وصاروخ ساتورن، قُتل ثلاثة رواد فضاء فى الحريق.
على الرغم من النكسة، تقدمت وكالة ناسا والآلاف من موظفيها، وفى أكتوبر 1968، دارت أبولو 7، أول مهمة مأهولة من أبولو، حول الأرض واختبرت بنجاح العديد من الأنظمة المعقدة اللازمة للقيام برحلة القمر والهبوط. فى ديسمبر من نفس العام، أخذ أبولو 8 ثلاثة رواد فضاء إلى الجانب البعيد من القمر والعودة، وفى مارس 1969 اختبر أبولو 9 الوحدة القمرية لأول مرة أثناء وجوده فى مدار حول الأرض، ثم فى مايو، أخذ رواد الفضاء الثلاثة من أبولو 10 أول مركبة فضاء كاملة من أبولو حول القمر فى جولة جافة لمهمة الهبوط المقررة فى يوليو.
فى الساعة 9:32 من صباح يوم 16 يوليو، مع مشاهدة العالم، أقلعت أبولو 11 من مركز كينيدى للفضاء وكان على متنها رواد الفضاء نيل أرمسترونج وإدوين ألدرين جونيور ومايكل كولينز، كان أرمسترونج، وهو طيار أبحاث يبلغ من العمر 38 عامًا، قائد المهمة، بعد السفر 240 ألف ميل فى 76 ساعة، دخلت أبولو 11 فى مدار حول القمر فى 19 يوليو، وفى اليوم التالى، الساعة 1:46 مساءً، انفصلت المركبة القمرية إيجل، التى يديرها أرمسترونج وألدرين، عن وحدة القيادة، حيث بقى كولينز، بعد ساعتين، بدأ النسر هبوطه إلى سطح القمر، وفى الساعة 4:18 مساءً هبطت المركبة على الحافة الجنوبية الغربية.
وأرسل أرمسترونج لاسلكيًا على الفور إلى مركز التحكم فى هيوستن، تكساس، رسالة مشهورة: "النسر هبط".
فى الساعة 10:39 مساءً، قبل خمس ساعات من الموعد الأصلى، فتح ارمسترونج فتحة المركبة القمرية، بينما كان يشق طريقه إلى أسفل سلم الوحدة القمرية، سجلت كاميرا تليفزيونية متصلة بالمركبة تقدمه وأرسلت الإشارة إلى الأرض، حيث شاهدها مئات الملايين بترقب كبير، وفى 10:56، تحدث أرمسترونج مقولته الشهيرة التى "هذه خطوة صغيرة لرجل، لكنها قفزة عملاقة للبشرية"، ثم غرس قدمه اليسرى على سطح ناعم رمادى، واتخذ خطوة حذرة إلى الأمام، وسارت البشرية على سطح القمر.
اونضم إليه "باز" ألدرين على سطح القمر فى الساعة 11:11 مساءً، والتقطوا معًا صوراً للتضاريس، وزرعوا علم الولايات المتحدة، وأجروا بعض الاختبارات العلمية البسيطة، وتحدثوا مع الرئيس ريتشارد نيكسون عبر هيوستن.
و بحلول الساعة 1:11 صباحًا يوم 21 يوليو، عاد رائدا الفضاء إلى الوحدة القمرية وأغلقت الفتحة.
ونام الرجلان فى تلك الليلة على سطح القمر، وفى الساعة 1:54 مساءً بدأ النسر صعوده عائداً إلى وحدة القيادة.
من بين العناصر التى تركت على سطح القمر لوحة كُتب عليها: "هنا رجال من كوكب الأرض وطأت أقدامهم القمر لأول مرة - يوليو 1969 م - جئنا بسلام للبشرية جمعاء".
وفى الساعة 5:35 مساءً، رسا أرمسترونج وألدرين بنجاح وانضما إلى كولينز، وفى الساعة 12:56 صباحًا يوم 22 يوليو، بدأت أبولو 11 رحلتها للعودة، حيث سقطت بأمان فى المحيط الهادئ الساعة 12:51 مساءً يوم 24 يوليو.
وستكون هناك خمس مهمات أخرى للهبوط على سطح القمر ناجحة، وأرجوحة واحدة غير مخططة على سطح القمر، أبولو 13، آخر الرجال الذين ساروا على القمر، رواد الفضاء يوجين سيرنان وهاريسون شميت من مهمة أبولو 17، غادروا سطح القمر فى 14 ديسمبر 1972.
