أحد ملوك مقدونيا الإغريق، ومن أشهر القادة العسكريين والفاتحين عبر التاريخ، هو الإسكندر الأكبر هو، والذى ولد فى مثل هذا الشهر، وحتى الآن هناك اختلاف على يوم مولده حيث قيل يوم 20 أو 21 يوليو، من عام 356 ق.م، فى مدينة بيلا، وهو مؤسس مدينة الإسكندرية، ولكن القائد المقدونى كان مثير للجدل فى حياته وبعد مماته، ودارت حوله العديد من التساؤلات مثل هل تورط فى قتل أبيه؟ وأين دفن الإسكندر؟ وما سبب موته؟.
يقول موقع "هيستورى" اغتيل فيليب الثانى المقدونى فى إيجاى على يد حارسه الشخصى "بوسانياس أوف أوريستيس" ومع ذلك، ظهرت أسئلة حول ما إذا كان بوسانياس قد تصرف بمفرده أم كان هناك شخص استخدمه فى تنفيذ هذا الفعل.
اشتبه الكثير من الناس فى أن الإسكندر نفسه، وريث المملكة هو الذى رتب لقتل والده، وتم إعلان الإسكندر، البالغ من العمر 21 عامًا، ملكًا لمقدونيا فى غضون ساعات من مقتل فيليب.
وعن موته، فظهرت دراسة فى العام الحالى 2021، تؤكد أن الإسكندر ربما يكون قد عانى من اضطراب عصبى وهو متلازمة جيلان باريه (GBS)، التى تسببت فى وفاته.
وكتبت الدكتورة كاثرين هول، وهى محاضرة كبيرة فى كلية دنيدن للطب بجامعة أوتاجو بنيوزيلندا، إن معظم النظريات الأخرى حول موت الإسكندر ركزت على الحمى المؤلمة والبطن، الألم الذى عانى منه فى الأيام التى سبقت وفاته.
يشار إلى أن متلازمة GBS، مرض يسبب اضطراب مناعى نادر ولكنه خطير حيث يهاجم الجهاز المناعى الخلايا السليمة فى الجهاز العصبى، ويمكن أن يفسر هذا المزيج من الأعراض بشكل أفضل من النظريات الأخرى المتقدمة لموت الإسكندر.
ومن المحتمل أن يكون الإسكندر قد عانى نوعا من GBS تسبب فى حدوث شلل دون التسبب فى حدوث ارتباك أو فقدان للوعى.
أما عن مكان دفنة، حتى الآن يختلف العلماء عن مكان دفن الإسكندر الأكبر لكن معظمهم يؤكد أنه دفن فى مصر وبالتحديد فى المدينة التى أسسها وهى الإسكندرية.
ويقول عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، إن مقبرة الإسكندر الأكبر سيتم العثور عليها فى يوم من الأيام تحت المنازل القديمة فى مدينة الإسكندرية، والأدلة كلها تؤكد أن الإسكندر دفن هناك، وليس فى أى مكان آخر، وسيتم العثور عليها خلال أعمال الحفائر، أو عن طريق الصدفة.
وأوضح الفقيه الأثرى محمد حمزة، عميد كلية الآثار جامعة القاهرة السابق، أن الإسكندر الأكبر عندما دفن فى الإسكندرية دفن فى المقبرة الملكية المعروفة "السوما ـ السيما"، بالحى الملكى بوسط المدينة القديمة، وهو الحى الذى كان يعرف باسم البروكيون، والذى تم تدميره تمامًا خلال القرن الثالث الميلادى والرابع نتيجة لاندلاع الثورات والحروب والفتن، التى قام بها أهل الإسكندرية ضد الأباطرة الرومان، وبعد أن أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية فى مصر تم تدمير الكثير من الآثار الوثنية القديمة فى أواخر القرن الرابع الميلادى، ومن أشهرها "معبد السربيوم" وهذا يعنى أن قبر الإسكندر الأكبر لن يتم اكتشافه إلا بمحط الصدفة البحتة.
ويذكر المؤرخ اليونانى أقليوس تانيوس فى القرن الخامس الميلادى أن السيما أو السوما تقع عند تقاطع الشارعين الرئيسيين لمدينة الإسكندرية القديمة، وهما الشارع الطويلى والعربى ونقطة التقاطع هذه كما حددها محمود باشا الفلكى بعد دراسة استغرقت 10 سنوات من العمل المتواصل "1878 ـ 1888م" لمدينة الإسكندرية القديمة، والخريطة التى أعدها لذلك تقع فى المنطقة المعروفة الآن بشارع النبى دانيال وليس عند مسجد النبى دانيال، وعلى ذلك فإن قبر الإسكندر فى هذه المنطقة، ولما كان يصعب إجراء حفائر بها لطبيعتها العمرانية والديمغرافية فإن قبر الإسكندر لن يظهر إلى الوجود إلا بمحط الصدفة البحته.