رحل، أمس، الكاتب إسماعيل ولى الدين، وذلك بعد عمر ناهز 86 عاما، فهو من مواليد سنة 1935، قضى عمره على حالين مختلفين، الحال الأول الصخب والانتشار، حيث تحولت معظم قصصه ورواياته إلى أعمال سينمائية شهيرة فى فترتى السبعينيات والثمانينيات، وكان المنتجون يتنافسون على كل ما يكتبه، والحال الثانى فى عزلة تامة، حتى ظن الناس أنه مات منذ سنوات، قبل أن يتصل به الزميل محمد سرساوى، من صحيفة الأخبار فى سنة 2015، ليصرخ إسماعيل ولى الدين "سيبونى فى حالى"، ولكنه يوافق على إجراء حوار فيعرف الناس أن مؤلف أفلام "الباطنية، ودرب الهوى، وحمام الملاطيلى" لا يزال على قيد الحياة.
وقد رحل مؤخرا، فى صمت أيضا، هذا الصمت الذى اختاره ربما لظروف خارجية، وربما لتغير ذائقة القراء والمتابعين للسينما، السبب الحقيقي ليس معروفا، لكنه صار مثالا على الكاتب الذى يملأ الدنيا ثم يختفى كأنه لم يكن، لدرجة أن الناس سيتوقفون عن متابعة حياته والسؤال عن أحواله، وسبب اختفائه.
والمعروف عن إسماعيل ولى الدين أنه تخرج في قسم العمارة بكلية الهندسة في جامعة القاهرة في عام 1956، والتحق بعدها بالعمل في القوات المسلحة كضابط مهندس على مدار عشرين عامًا حتى وصل لرتبة عقيد، وتفرغ بعدها للكتابة الأدبية، وتحولت العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية، منها: (حمام الملاطيلي، الأقمر، حارة برجوان، الباطنية، أبناء وقتلة).
كذلك مما عرف عنه أنه كثير من الأعمال السينمائية المستوحاة من رواياته لم تكن تعجبه، وكان يبدى اعتراضا على طريقة المعالجة، حتى أرجع البعض سبب اعتزاله إلى اعتراضه على طريقة معالجة فيلم "الباطنية".