سحبت منظمة اليونسكو، اليوم الأربعاء، مرفأ ليفربول من قائمتها للتراث العالمى، متحدثة عن مخاوف بشأن مشاريع تطوير مفرطة تفقد الموقع أصالته، جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمى فى المنظمة برئاسة الصين، وصوت 13 مندوبا لصالح اقتراح سحب المرفأ الواقع فى شمال غرب إنجلترا من القائمة، فى مقابل رفض 5 أعضاء، ما ينوف عن أكثرية الثلثين المطلوبة لسحب موقع ما من قائمة التراث العالمى.
وجاء السبب وراء هذا الخروج للمرفأ البريطانى، هو بناء استاد جديد لنادى إيفرتون أحد أقطاب المدينة فى لعبة كرة القدم بجانب فريق ليفربول، حيث صوتت وكالة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يوم الأربعاء بفارق ضئيل على إزالة الواجهة البحرية لليفربول من قائمة مواقع التراث العالمى، مشيرة إلى مخاوف بشأن التطوير المفرط، بما فى ذلك خطط إنشاء ملعب جديد لكرة القدم.
وبحسب "france24" جاء فى محادثات اللجنة التى ترأسها الصين، صوت 13 مندوبا لصالح الاقتراح وخمسة ضده - واحد فقط أكثر من أغلبية الثلثين المطلوبة لحذف موقع من القائمة العالمية.
أعلن تيان شيوجون، رئيس لجنة التراث العالمى لليونسكو أن "هذا يعنى حذف موقع مدينة ليفربول البحرية التجارية من قائمة التراث العالمي"، وهذه هى الإزالة الثالثة فقط بعد قرارات سابقة أثرت على سلطنة عمان وألمانيا.
وعلى مدى يومين من مناقشات اللجنة، سمع المندوبون أن خطط إعادة التطوير، بما فى ذلك المبانى الشاهقة، من شأنها أن "تلحق ضرراً لا رجعة فيه" بتراث الميناء التاريخى فى شمال غرب إنجلترا. وقال المجلس الدولى للآثار والمواقع، الذى يقدم المشورة لليونسكو بشأن قائمة التراث، إن حكومة المملكة المتحدة "طُلب منها مرارًا وتكرارًا" التوصل إلى تأكيدات أقوى بشأن مستقبل المدينة.
ووافقت الحكومة على مشروع الاستاد الجديد المزمع بناؤه لنادى إيفرتون لكرة القدم دون أى تحقيق عام ، وهو "أحدث مثال على مشروع كبير يتعارض تمامًا" مع أهداف اليونسكو، لكن وزيرة الثقافة البريطانية كارولين دينناج أخبرت اللجنة أن حكومتها جادة فى الحفاظ على صبغة وروح مدينة ليفربول، قائلة إن شطبها "سيكون خسارة فادحة".
وقالت جوان أندرسون، عمدة ليفربول المنتخبة حديثًا، إنها "محبطة حقًا" من القرار وستحاول الاستئناف، وقالت: "من الصعب للغاية بالنسبة لى أن أفهم كيف تفضل اليونسكو أن يكون لدينا موقع رصيف فارغ بدلاً من استاد إيفرتون فى براملى مور دوك".
دعمت عدة دول المملكة المتحدة، واتفقت على أنها ستكون خطوة "جذرية" فى خضم جائحة الفيروس التاجي، وحثت على مزيد من الوقت لمجلس المدينة الجديد المنتخب فى مايو.
وتشهد ست مناطق من المركز التجارى وعدد من أحواض مرفأ ليفربول التجارى على تطور أحد مراكز التجارة العالمية الكبيرة فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقد أدّت المدينة دوراً مهماً فى ازدهار الامبراطورية البريطانية واصبحت نقطة المرور الرئيسة لحركات الهجرة الى القارة الأميركية، ولا سيما هجرة العبيد والنازحين
وقد كانت ليفربول رائدة فى تطوير تكنولوجيا المرافئ الحديثة وأنظمة النقل وادارة المرافئ، ويتضمن هذا الموقع عدداً كبيراً من المبانى التجارية والمدنية والعامة الهامة ولا سيما فى هضبة سان جورج.