تمر، اليوم، الذكرى الـ34 على إطلاق النار على رسام الكاركتير الفلسطينى ناجى العلى فى لندن، وذلك فى 22 يوليو عام 1987، حيث تمت إصابته تحت عينه اليمنى، ومكث فى غيبوبة حتى وفاته فى 29 أغسطس 1987، ودفن فى لندن رغم طلبه أن يدفن فى مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
وطالت العديد أصابع الاتهام بالاغيتال "العلى"، وكان الاتهام نفسه حاصر الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش، وذلك حسبما الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، حيث أكد أن الاتهام نفسه حاصر "درويش" على خلفية رسم كاريكاتيرى آخر، قبل الاغتيال مباشرة، وصفه بـ"محمود خيبتنا الأخيرة" باستيحاء عنوان قصيدته "بيروت خيمتنا الأخيرة" اعتراضا على ما دعا إليه من فتح حوارات مع اليسار الإسرائيلى، وتابع: لم يخف "درويش" اختلافه مع نهج "العلى" قد يكون "درويش" لوح بشىء من التهديد فى الاتصال الهاتفى النادر بينهما لكنه يصعب تخيل تورطه فى تلك الجريمة التى هزته من أعماقه: "إن ناجى العلى لنا، ومنا، ولنا.. ولنا".
فى مقال نادر له، نشره نهاية سبتمبر 1987، تحت عنوان "كان يرسم.. كنت أكتب"، تحدث الشاعر الكبير محمود درويش بوضوح وشفافية عن تلك المكالمة التى جمعته بأيقونة الكاريكاتير الشهيد ناجى العلى، وهى المكالمة التى وصفت بالمثيرة للجدل، ما بين اتهام البعض لدرويش بتهديده للعلي، فى حين تحدث آخرون عن أن الأمر لا يعدو كونه عتابا.
كتب درويش فى ذات الفترة التى استشهد فيها العلي: عندما استبدل عبارتى "بيروت خيمتنا الأخيرة" بعبارته اللاذعة "محمود خيبتنا الأخيرة" كلمته معاتباً، فقال لى "لقد فعلت ذلك لأنى أحبك، ولأنى حريص عليك من مغبة ما أنت مقدم عليه، ماذا جرى، هل تحاور اليهود؟ اخرج مما أنت فيه لأرسمك على الجدران!".. لم يكن سهلا على أن أشرح له بأن تدخلَنا فى أزمة الوعى الإسرائيلى ليس تخليا عن شيء مقدس، وبأن استعدادنا لمحاورة الكتاب الإسرائيليين الذين يعترفون بحقنا فى إنشاء دولتنا الوطنية المقدسة، على ترابنا الوطني، ليس تنازلا منا، بل هو محاولة اختراق لجبهة الأعداء.