ضمن سلسلة "مختارات العائدون الإبداعية" التي تصدرها دار "العائدون للنشر والتوزيع" (عمان- الأردن)، صدر، منذ أيام، كتاب يضم ترجمة لمختارات شعرية للشاعرة الأمريكية الفائزة بجائزة نوبل (2020) لويز جليك.
جاء الكتاب فى 336 صفحة من القطع الوسط، وتضمن الكتاب الذى حمل عنوان "قصائد للحب والحياة في أفق الموت"، قصائد مختارة من اثنتى عشرة مجموعة شعرية، هى مجموعات الشاعرة المعروفة، وقامت باختيار قصائد الكتاب وترجمتها الدكتورة لمى سخنينى، وراجعها وقدّم لها الشاعر عمر شبانة.
وفي تقديمه للكتاب، يكتب شبانة: "منذ تتويجها بجائزة نوبل للآداب 2020، وحيث سبق أن تم الاحتفاء بها بعدد من الجوائز العالمية، احتلت الشاعرة الأمريكية لويز جليك، حيزا واسعا وعميقا، يشغل المهتمين بالأدب العالَمى، وبات العالَم يعرف عنها شغفها بموضوعات عدة، هي في غالبيتها، ذات طابع إنسانى وحميم عموما، حيث الإنسان وهمومه مركز الكون، والطبيعة مركز أساسى فيه، وحيث العلاقة بين الحب والكراهية، وبين الحياة والموت، وعداهما من ثنائيات، تجسد الكثير من مشاعر الشاعرة وأحاسيسها وأفكارها، لتنعكس فى قصائدها في صور شتى. فمن هي هذه الشاعرة الصاعدة "فجأة" إلى هذه المكانة الشعرية العالمية، بعد أن كانت شبه مجهولة؟!
وعن المختارات وسبب اختيارها وترجمتها، تقول المترجمة والرّوائيّة الدكتورة لمى سخنيني: السبب الأوّل هو فوزها بجائزة نوبل للآداب، ولكن عندما بدأت أقرأ بعُمق للشاعرة كما هو المعتاد لي عند بدء ترجمة أيّ نصّ لم أترجم منه من قبل، دخلتُ في عوالم شديدة الواقعية، وفي الوقت ذاته عوالم مسحورة أسطوريّة شدّتني بشِباك من شوق إلى الأبطال الأسطوريّين للإلياذة، حيث أعادت الشاعرة بناء قصصهم بما يتوافق مع خيالها الخصب وتجربتها الحياتية الغنية. فهي توظّف تجربة هذه الشخصيات في مواجهة حقائق ينكرها معظم الناس، كالشيخوخة والطفولة المبكرة والموت والحياة في ظلال الموت.
ومن هذه "المختارات"، ما تكتبه الشاعرة عن الرّوح، فهي بالنسبة إليها، مثل كل شيء:
لماذا تبقى سليمة، تبقى وفيّة لشَكلها الأوحد،
عندما تستطيع أن تكون حرّة؟
بل هي الحياة، وسواها يكون الموت في أشكال وصوَر شتّى:
تموتُ عندما تموت روحُك.
وسِوى ذلك فأنتَ حيّ.