فى 23 يوليو هناك حدثان مهمان ومؤثران فى تاريخ مصر والأمة الإسلامية، فقبل نحو أكثر من 1270 عاما سقط بنى أمية، لتسقط معهم الخلافة الأموية التى أسسها الخليفة معاوية بن أبى سفيان، بمقتل آخر خلفاؤها مروان بن محمد، وفى التاريخ نفسه تجدد سقوط دولة الأسرة العلوية فى مصر، التى أسسها محمد على باشا، بتنازل الملك فاروق عن العرش.
الدولة الأموية
وسقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة على بن أبى طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبى محمد (ص) بالخلافة، حتى استطاع جيش العباسيين هزيمة الجيش الأموى وقتلوا الخليفة مروان بن محمد.
ويذكر كتاب "التاريخ الإسلامى العام: الجاهلية، الدولة العربية، الدولة العباسية ص326" للدكتور على ابراهيم حسن، أن العامل المهم الذى أدى إلى سقوط الدولة الأموية بشكل جلى، ما كان من تعصب الأمويين للعرب مما أدى إلى خروج الموالى على الأموية، وهم غير العرب الذين دخلوا الإسلام عقب الفتح العربى فى فارس والمغرب، وما لبث هؤلاء الموالى أن أصبحوا أعداء العرب لتفضيل العرب أنفسهم عليهم وتمتعهم بحقوق لم يتمتع الموالى بها، لذلك كان الموالى ينتهزون كل فرصة ليكيدوا للدولة الأموية، وظهروا مع كل خارج على الأمويين ولم تكن حركاتهم منظمة، ولكنها اشتدت أواخر العهد الأموى حين فسدت الأحوال بشكل واضح، واستعرت الحروب بين الموالى والدولة الأموية، مما كان له أكبر الأثر فى نجاح الدعوة العباسية حيث احتضن دعاة العباسيين قضية الموالى وأيدوهم ضد بنى أمية.
ويعتقد الكثير من المؤرخين أنه بسقوط دولة بنى أمية، سقط حكم العرب المسلمين عن الخلافة الإسلامية، حيث كان آخر المنتسبين من العرب لحكام دول الخلافة، فيما آلت الخلافة بعد ذلك إلى الفرس والأتراك سواء فى حكم العباسين أو العثمانيين، وحتى سقوط دولة آل عثمان بإعلان الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923.
الأسرة العلوية
بعد فترة حكم استمرت لمدة ستة عشر سنة، أطاح تنظيم الضباط الأحرار بالملك فاروق الأول، فى ثورة 23 يوليو وأجبره على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذى كان عمره حينها ستة شهور والذى ما لبث أن عزل فى 18 يونيو 1953 بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية.
بعد حرب 1948 وضياع فلسطين ظهر تنظيم الضباط الأحرار فى الجيش المصرى بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشى جمال عبد الناصر وفى 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترق به دماء، ونجح فى السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية فى البلاد وأذاع البيان الأول" للثورة " بصوت أنور السادات وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد فى 26 يوليو 1952.
وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الامور كانت فى يد مجلس قيادة الثورة برئاسة محمد نجيب، كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية فى 18 يونيو 1953.
ومع سقوط آخر حكام أسرة محمد على باشا، وبداية عصر الجمهورية المصرية، عاد حكم مصر إلى أبنائها بعد قرون طويلة من انفراد الأتراك والمماليك ومن بعدهم أسرة محمد على ذات الأصول الألبانية بحكم البلاد.