عاش جمال عبد الناصر، يملأ الدنيا ويشغل الناس، بدأت نجوميته منذ اندلاع ثورة 23 يوليو من عام 1952، وعندما صار رئيسا لمصر كان يملك رؤية سياسية من أسسها "عدم الانحياز" فما الذى قصده جمال عبد الناصر بذلك؟
يقول كتاب "جمال عبد الناصر وعصره" تأليف لجنة من المؤرخين المصريين:
أعلن جمال عبد الناصر، أن أفريقيا التي قطعت شوطا كبيرا في كفاحها الوطنى السياسى من أجل الحصول على الاستقلال، وتريد الاتجاه نحو التطوير، وتشعر أن الزمن يسبقها وأنها على هذا الأساس مطالبة بجهود مضاعفة من أجل تحقيق أماني شعوبها في الرفاهية، والسياسة المستقلة غير المنحازة، وهى طريقها الوحيد للحصول على وسائل العمل السريع، وأشار إلى أن عدم الانحياز هذا يعنى، عدم التورط في سياسة التكتلات، وأنه يخفف من حدة أي صدام محتمل بين هذه الكتل. وأنها ليست تجارة في الصراع بين الكتلتين.
وتستهدف الحصول على أكبر قدر من المزايا من كل متها، ولذا على أفريقيا أن تبذل قصارى جهدها لعدم التورط في هذا الصراع ومحاولة إزالته، والتنبيه إلى مخاطره، والعمل إيجابيا على تلافيه، ولن بتأتى ذلك إلا بتعاونها ووحدتها.
كما أكد أن عدم الانحياز بالنسبة لأفريقيا ليست سلبية، تؤدى إلى أن تنأى بأفريقيا عن مشاكل العالم، ولكن يجب عليها أن تلزم نفسها، بأن تصدر في كل موقف تتخذها عن نظرة أمينة، لا يقيدها التزام مسبق إلا بالمبادئ التي ترتضيها الشعوب، في أغلى وثيقة توصلت إليها بتضحياتها، وهى ميثاق الأمم المتحدة، ميثاق السلام القائم على العدل.
وأشار أيضا إلى أن عدم الانحياز ليس حيادا، فالحياد تعبير يستخدم أثناء الحروب فقط، أما عدم الانحياز فيعنى أنه ينبغي تقرير السياسة وفقا لما يعتقد لا وفقا لما يرضى هذه الدول أو تلك.