تمر اليوم الذكرى الـ1075، على وفاة محمد بن طغج الأخشيد، مؤسس الدولة الأخشيدية فى مصر، إذ توفى فى 25 يوليو 946م، وهو غلام تركى، تولى الولاية فى مصر مكافآة له من الخليفة العباسى فى عصره على تصديه لمحاولات الفاطميين دخول مصر واستطاع الاستقلال بمصر عام 940م، حسب ما جاء فى عدد من المراجع التاريخية.
وبحسب كتاب "الحلقة المفقودة والدين المختطف" للدكتور محمد فيصل، فإن محمد بن طغج، هو أول من أسس الدولة الإخشيدية فى مصر، وكان غلاما تركيا من المماليك وأصله من فرغانة فى أوزبكستان، تولى حكم مصر فى عهد الخليفة أبو العباس محمد الراضى بالله، وهو ابن المعتضد الذى بويع إثر خلع الحرس التركى لأخيه القاهر بالله سنة 322 هـ، والذى عوقب لمحاولته رفض قرار الحرس التركى بسمل عينيه.
وعندما تولى محمد بن طغج أمر البلاد طلب من الخليفة الراضى، أن يطلق عليه لقب الإخشيد، لأنه أراد أن يصل نسبه بالملوك الترك من أوزبكستان، إذ كان الملك هناك يلقب بالإخشيد.
وتبين عدد من المصادر التاريخية وجها آخر حول الطريقة التى وصل بها "الإخشيد" لحكم مصر والشام، فوفقا لما جاء فى كتاب "التاريخ والمؤرخون فى مصر والأندلس فى القرن الرابع الهجرى 1-2 ج1" للدكتور عبد الفتاح فتحى عبد الفتاح، فإن المؤرخ المصرى القديم الحسن بن زولاق ذكر أن الإخشيد زور عقد ولايته على مصر مرتين (عن طريق الرشوة مرة، وعن طريق التزييف مرة أخرى) ومن ثم تكون ولايته غير قانونية ولا شرعية لأنها لم تصدر أساسا عمن يملك التولية والعزل وهو الخليفة العباسى.
ويعلق "عبد الفتاح" فى كتابه أنه يمكن تصديق ما ذكره ابن زولاق، خاصة أن حال الخلافة العباسية فى ذلك الوقت كان قد بلغ درجة كبيرة من الضعف، وأصبحت قراراتها فى العزل والتولية متضاربة، لكن يعود المؤلف ويقول أن قول ابن زولاق يتضارب مع عدد من الحقائق التاريخية الأخرى التى تقطع بأن الخليفة القاهر بالله ظل فى الحكم حتى خلع عام 322 هـ وسملت عيناه، ومعنى هذا أنه كان لا يزال فى الحكم عندما ولى الإخشيد مصر للمرة الأولى.