يعد المستشرق لويس ماسينيون، واحدا من أبرز المستشرقين الغربيين، وكانت له سيرة مختلفة مع التراث الشرقى ومحاولات جادة لفهمه والتعرف عليه عن قرب.
ولد فى نورجان سور مارن فى 25 تموز 1883، ودرس الدين الإسلامى وتعمق فى أصوله وفى أصول اللغة العربية، واتجه نحو التصوف والمتصوفين فى دراساته العلمية والإسلامية، ودرس تاريخ الفن اليونانى والرومانى وعهد الانبعاث والنهضة.
وزار فى سنة 1901 الجزائر لأول مرة وتعرف على الإسلام، وفى عام 1902 حصل على إجازة فى الآداب، وفى سنة 1904 تعرضت قافلته فى المغرب لهجوم كاد يفقده حياته لجهله بالعربية فقرر تعلمها، وفى سنة 1905 شارك بمؤتمر المستشرقين الدولى الرابع عشر.
وفى سنة 1906 حصل على دبلوم فى اللغة العربية الأدبية وآخر فى اللغة المحكية، و تابع دروسه فى جامع الأزهر فى القاهرة، وانتخب عضواً فى المعهد الفرنسى لعلم الآثار الشرقية.
وفى سنة 1908 كلف ببعثة تنقيب عن الآثار فى بغداد، و 1909 درس فى الأزهر كتلميذ فى الفلسفة، أصبح مدرساً فى الأزهر لمادة تاريخ الفلسفة الإسلامية، وقد ألقى فيها 40 درساً بالعربية، وفى سنة 1922 ناقش رسالة الدكتوراه عن حياة الحلاج شهيد الإسلام الصوفي.
وفى سنة 1954 عين أستاذاً لعلم الاجتماع وعلم الاجتماع الجغرافى الإسلامى فى كوليدج فرنسا، وفى 1933 عين مديرا للدراسات فى مدرسة الدراسات العليا العملية (العلوم الدينية)، وفى سنة 1947 انتخب رئيسا لمعهد الدراسات الإيرانية، وفى سنة 1947 أسس الجمعية الفرنسية الإسلامية، وتوفى فى عام 1962.
ومن أبرز ما قدمه ماسينيون دراسته لحياة الحسين بن منصور الحلاج دراسة مستفيضة وله فضل كبير فى إعادة اكتشاف ذلك المتصوف الإسلامي.