نشاهد، اليوم صورة للسيدة هدى شعراوى (1879-1947)، وهى من أشهر الشخصيات المصرية حيث إنها ناشطة قومية، وشخصية مركزية فى الحركة النسوية المصرية فى أوائل القرن العشرين، وشاركت شعراوى فى مشاريع خيرية طوال حياتها، ففى عام 1908، أنشأت أول جمعية خيرية تديرها نساء مصريات، وتقدم الخدمات الاجتماعية للنساء والأطفال الفقراء.
وقالت إن مشاريع الخدمة الاجتماعية التى تديرها النساء مهمة لسببين، أولاً، من خلال الانخراط فى مثل هذه المشاريع، ستوسع المرأة آفاقها وتكتسب المعرفة العملية وتوجه تركيزها إلى الخارج.
ثانيًا، من شأن مثل هذه المشاريع أن تتحدى وجهة النظر القائلة بأن جميع النساء كائنات بحاجة إلى الحماية، وبالنسبة لشعراوى، كان من المقرر حل مشاكل الفقراء من خلال الأنشطة الخيرية للأثرياء، لا سيما من خلال التبرعات لبرامج التعليم.
وفى عام 1914 أسست الجمعية الفكرية للمرأة المصرية، وفى عام 1923، أسست الاتحاد النسائى المصرى (EFU)، والذى كان عليها أن تظل نشطة طوال حياتها، ويتألف اتحاد النقابات المصريين من نساء مصريات من الطبقة العليا والمتوسطة، وكان فى أوجها حوالى 250 عضوة.
وكانت شعراوى منخرطة بشكل كبير فى النضال القومى المصرى، وكانت لاعباً مركزياً فى تنظيم مسيرة لنساء الطبقة العليا والمتوسطة ضد البريطانيين فى عام 1919، وفى عام 1920، أصبحت رئيسة اللجنة المركزية للمرأة فى الوفد، مما أثار استياء الشعراوى والناشطات الأخريات، بعد الاستقلال، رفض الحكومة الجديدة حق المرأة فى التصويت، بعد ذلك بوقت قصير، عندما منعت الحكومة النساء من افتتاح البرلمان المصرى، قادت شعراوى وفدا من النساء للاعتصام فى الافتتاح. كشف المتظاهرون عن الترابط بين معتقداتهم النسوية والقومية، وأصدروا قائمة تضم 32 مطلبًا نسويًا واجتماعيًا وقوميًا. فى نهاية المطاف، فى عام 1924، انفصلت شعراوى عن اللجنة المركزية للوفد، وبدأت فى تكريس وقتها لوحدة الاتحاد الإفريقى.