تمر اليوم ذكرى وقوع معركة صفين على ضفاف نهر الفرات بالعراق، بين جيش خليفة المسلمين على بن أبى طالب، وجيش والى الشام معاوية بن أبى سفيان، والتى استمرت الاشتباكات بينهم ثلاثة أيام وانتهت دون حسم، وذلك فى 26 يوليو 657م.
ويحكى الكاتب الصحفى محمود عوض، فى كتابه "من وجع القلب" عن طموح "معاوية" فى السلطة، فيقول: "هو مندوب خليفة المسلمين، عثمان بن عفان فى الولاية على الشام، وفى الواقع أن معاوية تولى المنصب منذ سنوات طويلة بقرار من عمر بن الخطاب بحكم مكانته وكفاءته".
أما الإمام على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، فى نظر محمود عوض: فهو "رجل يعيش متأخرًا عن عصره، يمثل الدين والضمير والصدق والحق والمبدأ والشرعية"، بينما "معاوية"، وفقًا لرأيه: "رجل يمثل الدنيا والقوة والثروة والأمر الواقع".
ويوضح محمود عوض أن "معاوية" لم يتقدم لطلب خلافة المسلمين صراحة بل قرر الوصول إليها عن طريق ضرورة أخذ حق عثمان بن عفان، الذى قُتل، مستغلًا قرابته له فقرر أن يكون متحدثًا باسمه بعد مماته، بينما "على" يسعى إلى جانب الكشف عن القاتل الحقيقى إلى كسب اعتراف المسلمين بحكمه.
يبدأ كل طرف فى تجميع أنصاره، وتنشق الأمة بين فريقين، ويصف "عوض" المشهد، بقوله: "من هنا بدأت أول حرب أهلية فى تاريخ الإسلام".
وبحسب موسوعة "تاريخ الإسلام" للدكتور راغب السرجانى، خرج على بن أبى طالب رضى الله عنه من الكوفة، وعسكر فى منطقة النخيلة خارج الكوفة، واستخلف على الكوفة عقبة بن عامر الأنصارى أحد البدريين من صحابة رسول الله، ووصلت الأخبار إلى معاوية رضى الله عنه أن على بن أبى طالب قد خرج بجيشه من العراق متوجهًا إلى الشام؛ لإجبار أهلها على البيعة، فاستشار معاوية رضى الله عنه رؤوس القوم.
لما رأى معاوية بن أبى سفيان انتصارات جيش على بن أبى طالب على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطة للوقوف أمام هذه الانتصارات.
فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنة الرماح، ومعنى ذلك أن القرآن حكم بينهم، ليدعوا جيش على إلى التوقف عن القتال ويدعون عليا إلى حكم القرآن.