صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون المجموعة القصصية "أنفاس"، للكاتبة الأردنية بيان أسعد مصطفى، والتى تستعرض عبر كتابها تفاصيل دقيقة من الحياة اليومية التى يعيشها أغلب الناس، فى جانبيها الشخصى والعام.
وتضم المجموعة 67 قصة تراوحت بين قصص قصيرة وأخرى قصيرة جدا، وتتسم المجموعة بتنوع الخلفيات المكانية التى تجرى فوق مسرحها الأحداث، إذ تتنقل من مشاهد طبيعية ذات فضاءات مفتوحة، إلى مشاهد أخرى فى الشارع، أو تحاصرها الجدران فى البيت أو المستشفى أو مكان العمل.
تقول بطلة إحدى القصص "من بعيدٍ كنتُ أطالع هذين المشهدين على جبلين متقابلين أمامي، أرسم أحداثهما دون أن أسمع أصوات كل منهم؛ على الجبل الأول ذلك الراعى يتبع عشرة خراف، يُصلح لها طريقًا، يسوّى نفسه على طيبة متجردًا من أى غرور يعاكس توجه هذه الأرض وهذه الطبيعة الخضراء، بثيابه القديمة و"حطَّته" المثبتة على كيفية واحدة. دائمًا ما أرى كل الرعاء بقسمات الوجه نفسها، إنهم يشبهون بعضهم بعضًا إلى حد يجعلهم متفردين ومتميزين عن سواهم، وكأنّ الله خلقهم فى وقت واحد وحدهم بشكل واحدٍ ثم قسّمهم علينا".
وتقول بطلة إحدى القصص فى مشهد تصف فيه امرأة أخرى: "هناك شيء ما تفكر فيه المرأة الوحيدة أمامي، شيء يشبه الصمت الذى يسبق أى شيء خطير ووجيز، كالطريقة المناسبة للانتحار أو تحليل خاص بها للأوضاع السياسية الحالية؛ من الطريقة التى تنفث بها الدخان، فيصعد عاليًا جدًّا كدخان القطار، وكثيفًا كأنه أجزاء نفسها العميقة، لولا أن ضحكت أثناء الاتصال الهاتفي، أحدثت ضحكتها صخبًا هزّ المقهى، وعدنا إلى بعضنا بعضًا؛ كلٌّ شاردٌ فيه إلى أبعد حد!".
جاء على غلاف المجموعة: "هناك شجرة تسكن فى ذلك البيت الذى يقابل بيتنا، البيت فارغ تمامًا وليس ثمة شيء غيرها. لفتت نظرى صدفة كما تحدث لى الأشياء غالبًا، أردت أن أسدل ستائر الغرفة ثم لمحتها تتحرك فى ذلك البيت، كانت نوافذه مفتوحة، والعتمة تسود الغرف، البيت هادئ تحيط به مجموعة من الأشجار، لا أرى أحدًا يدخل أو يخرج من البيت، وثمة غرابان وحيدان يمران على سطحه، ينعقان كثيرًا، ثم يقفزان إلى بيوت بعيدة".
جدير بالذكر أن بيان أسعد مصطفى ولدت فى مدينة الزرقاء الأردنية سنة 1990، وهى حاصلة على شهادة البكالوريوس فى الأدب الإنجليزى من الجامعة الهاشمية، والمجموعة القصصية "أنفاس" هى الإصدار الأول لها.