صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن إصدارات الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية، كتاب "الأولياء فى أسوان" للباحث جمال وهبى أحد باحثى الفنون الشعبية بمحافظة أسوان.
يضم الكتاب خمسة فصول، الفصل الأول: مجتمع الدراسة الذى تَحدد مجاله الجغرافى بالحدود الإدارية لمحافظة أسوان، وقدمت فيه لمحة تاريخية وأخرى جغرافية والتقسيم الإدارى، إضافة إلى عرض موجز للسكان وأهم أنشطتهم المتنوعة.
وجاء الفصل الثانى بعنوان "الأولياء فى أسوان" وفيه ناقشت الدراسة مفهوم الأولياء وصفاتهم والكرامات التى نُسبت إليهم، وأنواعهم وفئاتهم واختتم الفصل بقاعدة عامة لبيانات أولياء محافظة أسوان، وألحقت قاعدة لبياناتهم فى الملاحق.
وفى الفصل الثالث الذى جاء بعنوان "الاعتقاد فى الأولياء" وفيه ناقشت الدراسة بعضا من مظاهر تكريم الأولياء كبناء المقامات سواء كانت أضرحة أو مزارات للأولياء وزيارة الأفراد لتلك المقامات، ونذرهم النذور العينية والنقدية للأولياء، ورعاية المقامات والاهتمام بها، وإقامة الموالد السنوية أحياءً لذكراهم فى صدور أفراد المجتمع.
وناقش الفصل الرابع "الممارسات الشعبية" أنماط السلوك العملية والقولية أثناء زيارة مقامات الأولياء، ومواعيدها، وشروطها ودوافعها النفسية والاجتماعية والعلاجية والاقتصادية.
وفى الفصل الخامس "موالد الأولياء" عرضت الدراسة لمواعيد إقامة الموالد السنوية لأولياء المحافظة ودور الطرق الصوفية الذى تلعبه فى إقامة الموالد، وعرضت لخطوات الإعداد لإقامة مولد الولي، ثم سردت وصفًا لمولد أحد الأولياء كنموذج عملي، ووصفا لموكب المولد الذى يقام صبيحة الاحتفالية.
واختتمت الدراسة بتعقيب وعرض للنتائج البحثية التى توصلت إليها الدراسة من خلال رصدها للظاهرة وتحليلها فى السياق الثقافى الذى تدور فيه.
ثم جاءت ملاحق الدراسة والتى لا تقل أهميتها عن ما جاء بمتنها: الملحق الأول: تضمن قاعدة لحصر غالبية مقامات أولياء أسوان، وفى الملحق الثاني: قاعدة بيانات لمواعيد موالد أهم أولياء أسوان، وتضمن الملحق الثالث: بطاقات بيانات المصادر الميدانية التى استعانت بها الدراسة كمصادر أساسية تم اختيارها وفق ضوابط علمية.
يذكر أن محافظة أسوان تضم عددا من الأولياء، تقام لهم موالد فى أوقات من السنة وأخرى لها كرامات وأخرى لها مقامات مُعدة للزيارة منها الحقيقية أو الرمزية عندها يمارس المجتمع أو بمعنى أقرب (المريدون) عدة ممارسات اعتقادية وعادات ترسخت على مر الزمان، وقد تتطابق بين ولى وآخر، مع اختلاف بسيط قد يكون فى الوِرد أو مُمارسة ما وغيرها من الفروقات الفردية بين ولى وآخر؛ والتى تُحتم نوعيات مُحددة من الممارسات، ولكنها فى النهاية تتطابق فى ظاهرها.
وقد حاولت الدراسة جاهدة عند جمع المادة الميدانية من مصادرها، وعند تحليل عناصر الموضوع وقوفا على النتائج البحثية أن تكون دراسة علمية واقعية ميدانية وهى ليست مع الاعتقاد فى الأولياء أو ضده، وإنما جاءت محاولة لتوثيق ورصد ظاهرة مهمة من ظواهر الثقافة الشعبية.