تمر اليوم الذكرى 119 على قيام الولايات المتحدة بشراء حقوق قناة بنما من فرنسا، وذلك فى 1 أغسطس عام 1902، حيث 903 قام وزير الخارجية الأمريكية جون هاى ووزير الخارجية الكولومبى توماس هيران بتوثيق معاهدة هاى هيران، ويُمكِّن هذا التوقيع الولايات المتحدة على استئجار القناة بعقد قابل للتجديد للأبد، وتمت المصادقة على هذه المعاهدة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكى فى يوم 14 مارس 1903.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكى حينها قام بمناقشة آراء حول رغبة الولايات المتحدة على بناء قناة تخترق الجنوب الأمريكى لتسهيل نقل البضائع التجارية، فأبدى البعض منهم رأياً ببناء قناة جديدة تمر عبر قناة نيكاراغوا، وأبدى البعض الآخر رأياً بالاستحواذ على مشروع قناة بنما الذى لا يزال فى فشل. وفى حزيران من عام 1902 صوت مجلس الشيوخ الأمريكى على اختيار الخيار البنمى.
يشار بدأت أول محاولة لبناء القناة فى عام 1880 تحت القيادة الفرنسية، ولكن تم التخلى عن بنائها عام 1883 بعد أن توفى 21900 من عمال بنائها وذلك بسبب تفشّى الأمراض (وخاصة الملاريا والحمى الصفراء) والانهيارات الأرضية، بعدها بدأت الولايات المتحدة جهداً حثيثاً فى بنائها بعد الفشل الفرنسى الذريع ولكن الثمن كان كبيرا فقد تسبب البناء فى وفاة ما يزيد عن 5600 عامل ولكنه أدى فى نهاية المطاف فى افتتاح القناة فى عام 1914. وسيطرت الولايات المتحدة على القناة والمنطقة المحيطة بها.
قامت الولايات المتحدة الأمريكية ببناء قناة بنما بتكلفة بلغت 380 مليون دولار أمريكى تقريباً، وقد عمل آلاف العمال فى هذه القناة لمدة عشر سنوات مستخدمين مجارف البحار وآلات رفع الأتربة، ليشقوا طريقهم عبر الغابات والتلال والمستنقعات وكان على أولئك العمال أن يتغلبوا على مشكلة الأمراض المدارية مثل الملاريا والحمى الصفراء.
فى 1 أغسطس 1902 م اشترت أمريكا حقوق قناة بنما من الفرنسيين، حيث كان الفرنسيون هم من كلفوا أولا بشق هذه القناة، إلا أن المشروع الفرنسى تعطل لأسباب عديدة منها طريقة تصميم المشروع، فقام الأمريكيون بالمشروع فى تصميم آخر معتمدين فيه على مبدأ بناية السدود على نهر تشاجرز.
خضعت منطقة القناة للولايات المتحدة الأمريكية بموجب اتفاقية بين البلدين بدأت من سنة 1978 م وانتهت سنة 1999 م، استعادت جمهورية بنما سيادتها على القناة بعد إدارة الولايات المتحدة الأمريكية لها 85 عاما، يمر فى قناة بنما أربعة عشر ألف سفينة سنوياً.