رحل الإمام الحسين بن علي فى سنة 61 هجرية، ومثل ذلك فجيعة كبرى أصابت المسلمين، ولكن ما الذى يقوله التراث الإسلامى على رأس الأمام أين دفنت؟.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "وأما رأس الحسين رضى الله عنه":
فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية، ومن الناس من أنكر ذلك.
وعندى: أن الأول أشهر فالله أعلم.
ثم اختلفوا بعد ذلك فى المكان الذى دفن فيه الرأس، فروى محمد بن سعد: أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة فدفنه عند أمه بالبقيع.
وذكر ابن أبى الدنيا من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن محمد بن عمر بن صالح - وهما ضعيفان: أن الرأس لم يزل فى خزانة يزيد بن معاوية حتى توفى، فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق.
قلت: ويعرف مكانه بمسجد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثانى.
وذكر ابن عساكر فى تاريخه: فى ترجمته ريّا حاضنة يزيد بن معاوية، أن يزيد حين وضع رأس الحسين بين يديه تمثل بشعر ابن الزبعرى يعنى قوله:
ليت أشياخى ببدرٍ شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
قال: ثم نصبه بدمشق ثلاثة أيام، ثم وضع فى خزائن السلاح، حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك جىء به إليه، وقد بقى عظما أبيض، فكفنه وطيبه، وصلى عليه ودفنه فى مقبرة المسلمين، فلما جاءت المسودّة - يعني: بنى العباس - نبشوه وأخذوه معهم.
وذكر ابن عساكر: أن هذه المرأة بقيت بعد دولة بنى أمية، وقد جاوزت المائة سنة فالله أعلم.
وادّعت الطائفة المسمون بالفاطميين الذين ملكوا الديار المصرية قبل سنة أربعمائة إلى ما بعد سنة ستين وستمائة، أن رأس الحسين وصل إلى الديار المصرية ودفنوه بها، وبنوا عليه المشهد المشهور به بمصر، الذى يقال له: تاج الحسين بعد سنة خمسمائة.