تمر اليوم الذكرى الـ 402، على وصول سفينة بريطانية على سواحل ولاية فرجينيا الأمريكية وعلى متنها أول فوج من العبيد الأفارقة يصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصل قرابة عشرين عبدا من أفريقيا، وذلك فى 1 أغسطس عام 1619.
وتشير التوضيحات التى قدمها متحف التاريخ فى مدينة "هامبتون" الأمريكية إلى أن هؤلاء العبيد استقدموا من مملكة ندوجو (أنجولا حاليا)، وقبض عليهم فى هذه المنطقة برتغاليون ثم نُقلوا إلى ميناء لواندا وأبحروا على متن سفينة لنقل الرقيق تحمل اسم "ساو جواو باتيستا".
هذه السفينة كانت تحمل قرابة 350 عبدا وكانت تبحر باتجاه المكسيك قبل أن تغير عليها الباخرة البريطانية "وايت ليون" التى سرق طاقمها البضائع المحمّلة على متنها، وشمل ذلك عشرات من الأفارقة الذين بقوا على قيد الحياة رغم رحلة طويلة وشاقة.
وبعد مرور بضعة أيام، رست سفينة "وايت ليون" فى مدينة "بوينت كونفورت" بولاية فرجينيا من أجل بيع "أكثر من 20 عبدا مقابل مواد غذائية وبعض المعدات".
وقد اختير شهر أغسطس 1619 باعتباره الفترة التى تم فيها جلب العبيد الأفارقة الأوائل إلى الولايات المتحدة فى ظل عدم توفر تاريخ محدد يوثق بشكل رسمى هذه العملية.
لكن حسب مايكل توماس، أستاذ مساعد فى مادة الفلسفة بجامعة "سوسكاهانا" ومنسق الدراسات الأفريقية، فإن "العبودية لم تكن أمرا جديدا فى هذا البلد، قبل تجارة الرقيق، كانت هناك عمليات نقل العبيد الأفارقة إلى مستعمرات برتغالية وإسبانية".
من جهة أخرى، سبق للغزاة الإسبان أن نقلوا عبيدا أفارقة آخرين عام 1502 إلى هايتى وجمهورية الدومنيكان، ونقل أيضا أسرى عبر بعثة إسبانية عام 1526 إلى كارولاينا الجنوبية.
علاوة على ذلك، يرى مايكل توماس "أن الأهم ليس هو معرفة التاريخ الحقيقى لوصول العبيد إلى الولايات المتحدة بقدر ما هو معرفة المراحل التى أدت إلى الاعتراف بتاريخ العبودية فى هذا البلد".
ويضيف قائلا" عندما نستذكر هذه الفترة، نرسم فى مخيلتنا صورا لأشخاص بائسين زج بهم فى سفن بشكل غير إنساني. لكن فى الحقيقة هؤلاء الذين نقلوا من أفريقيا وجزر الكاريبى كانت لديهم حياة ومعيشة قبل أن يصبحوا عبيدا يعملون فى المزارع. أتوا بتجاربهم وخبراتهم فى مجال الزراعة وأصبحوا مزارعين متمكنين".