تمر الذكرى الـ88 على القيام بأول رحلة لشركة طيران وطنية مصرية بين مدينتى القاهرة والإسكندرية، وذلك فى اغسطس 1933م،كما كانت من أولى رحلاتها الإسكندرية لمرسى مطروح، وفى أكتوبر من العام نفسه شهدت مصر دخول أول امرأة لعالم الطيران بحصول لطفية النادي، على إجازة طيار خاص.
بدأت مصر خبرتها بالطيران المدنى فى النصف الأول من القرن العشرين مع أول خطوة حقيقة فى طريق تأسيس الشركة من خلال بنك مصر الذى أسسه طلعت حرب، الذى حمل على عاتقه تحقيق حلم المحاولات الفردية لبعض الشباب المصرى فى ذلك الوقت بتكوين شركة مصرية للطيران المدني.
وكان على رأس تلك المحاولات حلم كمال علوي، فى 1929 الذى سافر إلى باريس وتعلم فنون الطيران، واشترى طائرة كانت هى الأولى التى يتم تسجيلها فى مصر، وحملت حروف التسجيل SU-AAA، وقد أهداها بعد ذلك إلى شركة "مصر للطيران" وتلى ذلك تبنيه لحملة تكوين الشركة إلا أنها لم تحرك المياه الراكدة ولم يستجب لها أعضاء نادى الطيران المصرى الذى أسسه.
وأثمرت جهود طلعت حرب باشا، عن صدور المرسوم الملكى فى يوم 7 مايو 1932 بإنشاء مصر للطيران، وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية وهو "شركة الخطوط الهوائية المصرية " والآخر باللغة الإنجليزية وهو "مصر إيرورك".
ونص عقد التأسيس على أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم، وتحدد رأسمال الشركة فى البداية عشرين ألف جنيه، وهكذا جاءت النواة الأولى مصرية بالأسهم وبالمؤسسين، فى إشارة واضحة إلى أن الشركة لن تُدار إلا بمصر وأبنائها.
وسرعان ما بدأت الشركة فى تكوين أول نواة لأسطولها ، حيث وصلت فى يونيو 1933 إلى مطار ألماظة أول طائرتين من طراز ديهافيلاند درجون 84 سعة الواحدة أربعة ركاب كنواة للأسطول، وكانت أولى رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسى مطروح، وفى أكتوبر من العام ذاته، شهدت مصر دخول أول امرأة لعالم الطيران بحصول لطفية النادى على إجازة طيار خاص.