نشاهد، اليوم، صورة للشيخ زكريا أحمد ( 1896-1961) وهو واحد من كبار الموسيقيين فى مصر فى القرن العشرين، ومن نوابغ الموسيقيين فى عالم الغناء والتلحين.
وعبر مسيرته الفنية الطويلة، انتقل زكريا أحمد من الإنشاد الدينى إلى ساحة التلحين والغناء وتعددت جهوده فى المسرح الغنائى، وذاع صيت كثير من أغانيه الناجحة ومنها "يا صلاة الزين"؛ وروائع أم كلثوم "أهل الهوى"، "هو صحيح الهوى غلاب".
كان الشيخ زكريا أحمد حالة فى الفن المصرى، وامتداد ثري لـ كبار الموسيقى الشرقية، حافظ على خصوصيته وتفرده فى التلحين، مما مثل له بصمة واضحة يمكن ملاحظتها فى إبداعاته لكوكب الشرق أم كلثوم.
لقد استطاع زكريا أحمد بذكائه وعبقريته، وصفاء نفسه، وحلاوة شخصيته، أن يقيم مملكة واسعة دائمة كل ما فيها من حياة وحلاوة وصفاء ليست ملكا لصاحبها وحده بل للوطن الذى كان يقدسه، وللفن الذى كان من أخلص خدامه وللإنسانية التى كان هو نفسه من أقوى الأدلة على ما تمتلئ به من حب وصفاء ونقاء وعزة وكرامة.