المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر نموذج لمجتمعات أعمال المستقبل
تحتضن 600 منشأة متكاملة وأكثر من 200 شركة متخصصة فى مجال النشر
المنطقة صممت لتستجيب لاحتياجات الناشرين وتواكب نمو أعمالهم
المنطقة تعمل بالتوافق مع باقى المؤسسات على تطوير بيئة ملائمة لنمو قطاع النشر
تسعى المنطقة لتعزيز منظومة السياسات الداعمة لجهود الترجمة
المنطقة تحقق التواصل المباشر مع أسواق الكتاب فى مختلف بلدان العالم
منذ تأسيسها فى عام 2017 عززت المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، مكانة إمارة الشارقة كمركز حيوى واستراتيجى لصناعة النشر فى المنطقة، من خلال جهودها الكبيرة التى تقدمها وخطط التسهيلات وبرامج الدعم التى تستهدف الارتقاء بقطاع النشر ومساندة الناشرين والعاملين فيه لتستمر التنافسية فى سوق صناعة الكتاب الذى يعد الركيزة الأساسية فى الحِراك الثقافى الذى يزدهر يوماً بعد آخر فى الإمارة.
وفى هذا الحوار يتحدث سالم عمر سالم، مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، لـ "انفراد" حول طبيعة عمل المدينة، ويسلط الضوء على مجمل ما تقدمة من خدمات وتسهيلات وغيرها من الإجراءات التى تضمن توفير البيئة الملائمة لصناعة الكتاب.
س / نريد أن نوضح للناس فى البداية ما هى مدينة النشر وما الهدف منها؟
المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر جزء من مساعى حكومة الشارقة نحو تعزيز التنوع فى القطاعات الاقتصادية ذات الأثر المستدام، ومن خلال احتضان ودعم المشاريع والشركات الناشئة والمتوسطة التابعة لقطاع النشر، تضع المدينة الناشرين من مختلف دول العالم في قلب الحراك الثقافي لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبشكل خاص التوافق الرسمى والمجتمعى على دعم الكتاب وتشجيع القراءة وتطوير العلوم ودعمها بالمنشورات الجديدة.
وتعمل المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر وفق منظومة من القيم المبنية على الإيمان بدور النشر والناشرين فى استنهاض الوعى والارتقاء بالمعارف وتحقيق الطموحات المشتركة للشعوب، وتوفر بيئة مثالية لنمو قطاع النشر وتمكينه من الوصول إلى أسواق جديدة عبر حزمة من الخدمات والتسهيلات، إلى جانب دعم استدامة الأعمال عبر تسهيل التعاملات الرسمية، واختصار الوقت والجهد والموارد فى عملية تأسيس المشاريع، والاستفادة من مميزات الشارقة وموقعها الجغرافي الذي يوفر شبكة حيوية من المواصلات والموانئ والمطارات، بما يتيح الوصول للمجتمع المحلى وأسواق المنطقة والعالم.
وإلى جانب أولوية قطاع النشر تعتبر المدينة بيئة حاضنة للمشاريع والشركات والمؤسسات بمختلف تخصصاتها، ونموذجٌ لمجتمعات أعمال المستقبل، لما تتمتع به من مزايا تنافسية متنوعة من خلال تقديمها منظومة متكاملة من الخدمات الحديثة، تدعم النمو والتنافسية لكل العاملين فيها.
س / كم عدد المؤسسات التى تستوعبها مدينة النشر؟
تمتد المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر على مساحة تصل إلى 40 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تبلغ أكثر من 600 منشأة تشمل المكاتب المجهزة بالأثاث وغير المؤثثة، كما أن هناك مساحات مفتوحة موزعة على 12 موقعا فى المنطقة الحرة، إلى جانب توفير مساحات مخصصة للراغبين فى مساحات مشتركة للعمل، وتضم كذلك أكثر من 20 قاعة اجتماع، ومخازن، ومرافق خدمية، وفرعاً للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، ومركز بيانات، والعديد من الخدمات الداعمة للناشرين.
س / كم عدد دور النشر التى استقبلتها المدينة حتى الآن؟
تضم المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر حتى الآن أكثر من 200 شركة ما بين وكالات ومكاتب ودور نشر وكليات تعليمية، وتمثل 23 دولة عربية وأجنبية، في مؤشر على جودة ما تقدمه المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر من تسهيلات لدعم تطور هذا القطاع فى كل الجوانب الإبداعية المتصلة بعملية النشر، وصولاً إلى التسويق.
وتحتل الشركات المتخصصة بقطاع النشر الأولوية لتشكل النسبة الأكبر من إجمالى الشركات الجديدة فى المدينة، تليها الشركات المتخصصة فى القطاعات الإبداعية، والاستشارات التجارية، والإدارية، والقانونية، وتضم المدينة 28 شركة من الهند، إلى جانب شركات ومكاتب أخرى من الإمارات، ومصر، ولبنان، والأردن، وفلسطين، والعراق، وسوريا، والكويت، والسعودية، والباكستان، ماليزيا، وأيرلندا، البانيا، الفلبين، وتركيا، نيوزيلاندا، وتانزانيا، وسنغافورة، والمملكة المتحدة، والسويد، وغانا، وسريلانكا.
س / هل هناك تعاون بين المدينة والمؤسسات فى مصر سواء هيئة الكتاب أو اتحاد الناشرين المصريين؟
تمت مناقشة سبل التعاون والتنسيق بين المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر والهيئة المصرية للكتاب لتنظيم بعض المبادرات والفعاليات التى من شأنها تطوير ودعم حركة النشر، وذلك فى لقاء خاص خلال مهرجان الشارقة القرائى للطفل فى شهر مايو الماضى.
كما نرحب بأى تعاون وتنسيق رسمى مع الجهات ذات العلاقة فى مصر، للاستفادة من الخدمات والامتيازات التى تقدمها المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، خدمة للكتاب وتسويقه، وتطويراً صناعة النشر فى المنطقة، كما نرحب بالناشرين والمستثمرين المصريين فى هذا القطاع.
س / هل هناك طلبات قدمت من دور النشر المصرية للمشاركة فى المدينة؟
توجد بالفعل شركات مصرية ضمن لائحة الشركات ومكاتب النشر التى اختارت العمل من المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، نظراً لما تقدمه من خيارات وتسهيلات وما تتيحه من فرص واعدة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
س / ما المزايا التى تعطيها مدينة النشر للناشرين؟
قمنا بتصميم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، لتستجيب لاحتياجات الناشرين وتواكب نمو أعمالهم، بما يوفر مزايا لوجستية تمكن الناشرين من الوصول إلى أسواق جديدة حول العالم، من خلال العديد من الامتيازات التي تمنحها، وأبرزها حرية التملك لجميع الجنسيات، وحرية تحويل رأس المال والأرباح بالكامل، والإعفاء من الضرائب على الشركات وعلى دخل الأفراد، والإعفاء من ضريبة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى تكاليف مخفضة على مستوى العمالة، والطاقة، والمعيشة، والطباعة، والتكاليف اللوجستية.
ومن المزايا التي توفرها المدينة للناشرين أيضاً أنها تضم مختلف المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بقطاع النشر، بما ذلك وكالات الترجمة، ومكاتب التحرير الأدبي والتدقيق اللغوي، وشركات التصميم والإخراج الفني، واختصار آليات استخراج الترخيص والتأشيرات، وبداخل المنطقة الحرة كذلك العديد من الجمعيات والهيئات العاملة في مجال الكتاب، مثل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وجمعيّة الناشرين الإماراتيين، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.
وإذا تحدثنا عن المزايا التي يحصل عليها الناشرون في مجال التسويق فالمنطقة الحرة تحقق بالفعل التواصل المباشر مع أسواق الكتاب في مختلف بلدان العالم، من خلال موقعها الاستراتيجي، واتصالها بالعالم جواً، عبر مطار الشارقة الدولي، وبحراً عبر العديد من الموانئ الحيوية، إضافة إلى إتمام إجراءات التراخيص خلال 24 ساعة، وتيسير عمليات الكفالة والتأشيرة لجميع الموظفين من مختلف الجنسيات.
س / هل ستساعد مدينة النشر على تنشيط حركة الترجمة من العربية للغات الأخرى؟
المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر جزء من مجتمع مؤسسات المعرفة والثقافة بشكل عام في إمارة الشارقة والدولة، وتعمل بالتوافق مع باقي المؤسسات على تطوير بيئة ملائمة لنمو قطاع النشر والتأليف وتعزيز منظومة السياسات الداعمة لهذا النمو الذي يشمل بالطبع الترجمة.
وبالتأكيد يأتي الإسهام في تنشيط حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى ضمن الأهداف، لأننا نتيح للناشرين التواجد تحت سقف واحد مع وكالات الترجمة. ومن خلال اللقاءات المباشرة بين الناشرين تتبلور مشروعات الترجمة، خاصة أن المدينة تضم عددا من شركات ومكاتب النشر من الهند والمملكة المتحدة والسويد وباكستان وماليزيا وايرلندا وألبانيا والفلبين وتركيا ونيوزيلاندا وتانزانيا، وسنغافورة، وغانا، وسريلانكا، وهذا التنوع الذى يقابل الناشرين من الدول العربية يخلق المزيد من الفرص لإطلاق مشروعات ترجمة.