قامت وزارة السياحة والآثار بواحدة من أشهر عمليات نقل الآثار على مستوى العالم، وهى نقل مركب خوفو الأولى، التى عثر عليها عام 1954، بالجهة الجنوبية لهرم خوفو، من داخل متحفها بالمنطقة الأثرية، وذلك باستخدام العربة الذكية ذات التحكم عن بعد، والتى تم استقدامها خصيصا من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك، لمكان عرضها الجديد بالمتحف المصرى الكبير.
ومراكب الشمس، هى مركب جنائزية صنعت من 5000 سنة نحو عام 2800 ق م، وهى عبارة عن مراكب خشبية صنعت من خشب الأرز وتم العثور عليها مفككة الأجزاء، وكانت تضع عليها جثث الملوك، وقت المراسم الجنائزية، وتطلق على المركبة الأولى مركب خوفو.
وبهذه المناسبة نتحدث عن تاريخ المراكب فى مصر والأساطيل وتشير النصوص التاريخية على جدران المعابد والمقابر الفرعونية إلى الدور الذى لعبه رجال الأسطول المصرى القديم فى المعارك التى دارت خلال تلك الحقبة التاريخية، وعبرت مراكب وسفن الجيش المصرى نهر النيل والبحرين الأبيض والأحمر لعدة أسباب منها إخماد الثورات ضد الدولة والسيطرة على سواحل الإقليم المصرى وحماية حدود البلاد البحرية.
وبحسب مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة" فأن البداية الحقيقية للأسطول المصرى فكانت فى البحر المتوسط عندما تدخل محمد على فى حملة المورة (بلاد اليونان) مع مطلع العقد الثالث من القرن التاسع عشر.
فى هذه المرحلة اعتمد محمد على على شراء السفن من الدول الأجنبية، وخلال حرب المورة واجه الأسطول المصرى إلى جانب الأسطول العثمانى فى معركة نفارين أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا، ورغم عدم التكافؤ فى القوة وفى المستوى الفني، ورغم ترك الضباط الفرنسيين لمراكزهم فى السفن المصرية فإن رجال البحرية المصرية قاموا بواجبهم فى الدفاع عن شرفهم العسكرى ورغم هزيمة نفارين ظل محمد على مهتمًا بتقوية البحرية عن طريق إنشاء ترسانة الإسكندرية، وعندما بدأت الأعمال العدائية بينه وبين العثمانيين فى الشام قام الأسطول بواجباته من حمل الرجال ومعاونة القوات البرية الزاحفة على طول الساحل نحو الشمال، مع صدور فرمان عام 1841م، لم يصبح لمحمد على حق بناء السفن الحربية إلا بإذن من الباب العالى ومن ذلك الوقت بدأ اضمحلال البحرية المصرية فلم تعد الترسانة تعمل بكامل طاقتها.
فى عهد عباس حلمى الأول صفيت البحرية فاستغنى عن الخبراء الأجانب وسرح المصريون للعمل فى سكة حديد القاهرة – الإسكندرية، حاول سعيد باشا إحياء البحرية عندما تولى حكم مصر وقام ببناء بعض السفن ولكن الدول الأوروبية تمسكت بشروط فرمان 1841م فعادت البحرية للاضمحلال من جديد.
يعتبر عهد الخديوى إسماعيل عصر نهضة للبحرية المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر فقد قام إسماعيل بتدعيم الأسطول ببناء سفن جديدة مدرعة فى ترسانات فرنسا والنمسا وإنجلترا، كما أعاد فتح المدرسة البحرية تحت إشراف ضابط إنجليزى (ميكلوب بك) كما شهد عصر إسماعيل البدء فى استخدام وسائل الحرب الحديثة تحت سطح الماء باستعمال الطوربيدات والألغام البحرية فى أبى قير ورشيد تحت إشراف خبراء أمريكيون.
مع تعرض مصر للاحتلال البريطانى ألغيت البحرية وبيعت سفنها مفككة وعهدت بالحراسة الساحلية ومنع التهريب إلى مصلحة خفر السواحل.