الإسلام بين الشرق والغرب وهروبى إلى الحرية.. أبرز كتب على عزت بيجوفيتش

تمر اليوم الذكرى الـ96 على ميلاد الرئيس البوسنى الأسبق على عزت بيجوفيتش، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 8 أغسطس عام 1925، وهو أول رئيس جمهورى لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب البوسنة والهرسك، هو ناشط سياسى بوسنى وفيلسوف إسلامي، مؤلف لعدة كتب أهمها الإسلام بين الشرق والغرب. ولد فى مدينة بوسانا كروبا البوسنية لأسرة بوسنية عريقة فى الإسلام. لم يكن على عزت بيجوفيتش رئيساً عادياً كسائر رؤساء الجمهوريات الذين تسلموا هذا المنصب فى العالم الإسلامي، بل كان سياسياً ومفكراً عميقاً وذا نظرة إسلامية بعيدة جعلته يتجاوز حدود البلقان، إلى سائر أنحاء العالم الإسلامي، ليحمل هموم المسلمين حيث كانوا. قرأ بيجوفيتش ما وصل إليه من كتب الإخوان المسلمين، وتأثر بأفكارهم وتجاربهم، كما اطلع على تجارب الحركات الإسلامية الأخرى فى الهند وباكستان وإندونيسيا. الإسلام بين الشرق والغرب حاول الرئيس البوسنى السابق فى مؤلفه أن يجيب على هذا السؤال، ويرى أن هناك فقط ثلاث وجهات نظر متكاملة عن العالم هي: النظرة الدينية والنظرة الإسلامية والنظرة المادية، وكان يقصد بمصطلح الدين فى كتابه إلى معنى محدد هو المعنى الذى تنسبه أوروبا إلى الدين، وتفهمه على هذا النحو، وهو أن الدين تجربة فردية خاصة لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية بالله، وهى علاقة تعبر عن نفسها فقط فى عقائد وشعائر يؤديها الفرد، هذه الوجهات الثلاثة من النظر تعكس إمكانات مبدئية هي: الضمير والطبيعة والإنسان، تتمثل كل منها بالتالى فى المسيحية المادية والإسلام، وسنجد أن جميع المنطلقات الفكرية والفلسفات والتعاليم العقائدية من أقدم العصور إلى اليوم فى التحليل النهائى يمكن إرجاعها إلى واحدة من هذه النظرات الثلاث العالمية الأساسية. ينطلق على عزت بيغوفتش من عدة منطلقات أساسية فى كتابه، أولها أن هناك ثلاث رؤى عن العالم ولا مكان لغيرها: الدينى والمادى والإسلامي، فالمادية ترى العالم باعتباره مادة محضة، وهى فلسفة تنكر التطلعات الروحية للإنسان. الإعلان الإسلامي يتناول الكتاب ظاهرة التخلف بين الشعوب الإسلامية، وطبيعة المشروع أو النظام الإسلامى وأبعاده وعناصره، ويعرض إشكاليات النظام الإسلامي، وأن الإسلام ليس مجرد دين، وعلاقة الإسلام بالمسيحية واليهودية، ورأيه فى الرأسمالية والاشتراكية، وقد عرض المؤلف لبعض الأفكار الرئيسة وبعض المشكلات الجوهرية للنهضة الإسلامية، هذه الأفكار التى تستولى على عقول الناس بصفة متزايدة باعتبارها تحولاً عاماً للشعوب المسلمة خلقياً وثقافياً وسياسياً، وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وثلاث فصول وخلاصة، وحدد المؤلف فى مقدمته الجمهور الذى يتوجه إليه بالخطاب حيث يقرر أن الكتاب لا يخاطب إلا المسلمين الذين يدركون حقيقة انتمائهم للإسلام، فى الفصل الأول من الكتاب يشخص ظاهرة التخلف بين الشعوب الإسلامية، وفى الفصل الثانى يتناول طبيعة المشروع الإسلامى أو النظام الإسلامى الذى يدعو إليه ويوضح أبعاده وعناصره، وفى الفصل الثالث يعالج المشكلات الأساسية التى تواجه النظام الإسلامي. هروبى إلى الحرية يتناول كتاب "هروبى إلى الحرية" كتابات على عزت بيغوفيتش عندما كان يقبع فى سجن فوتشا فى الفترة ما بين (1983 - 1988)، وما تعرض له فى عهد تيتو، حيث مكث فى سجنه أعواماً طويلة، وكان فيها يخلد إلى أفكاره ويناجى خواطره ويسجلها فى ظروف صعبة، ثم جمعها فى كتابه "هروبى إلى الحرية"، الذى يعبر فيه عن طموحاته وآماله بطريقة لا تدخل فى عمق الأحداث الجارية، ويفصح فيها عن تطلعات شعب البوشناق المسلم وشعوب البوسنة الأخرى، جمع على عزت فى كتابه خلاصة الخلاصات لكل ما يجب التفكير فيه أو يستحيل أن يفكر فيه، يتضمن الكتاب حشداً كبيراً من الأفكار والتأملات والاعتقادات فى موضوعات منفصلة، تحدث عن أن الأدب هو الحرية، وعن الحياة والناس والحرية، وعن الدين والأخلاق، وأبدى ملاحظات سياسية، وعن نظرية الطريق الثالث التى يضيفها المؤلف إلى كتابه الإسلام بين الشرق والغرب، وعن بعض الحقائق حول الشيوعية والنازية التى لا يجوز نسيانها، وعن ملاحظات هامة فى التيارات الإسلامية والمسلمين، ويلحق بالكتاب رسائل وصلت إليه من أولاده فى أثناء سجنه تمثل هروبه العاطفى وظروفه وأسرته وحريته اللامحدودة وهو فى السجن.