"ووترجيت" الفضيحة الأشهر فى تاريخ أمريكا الحديث.. لماذا استقال ريتشارد نيكسون؟

تمر اليوم الذكرى الـ47 على إعلان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عن استقالته من منصبه في أعقاب فضيحة ووترجيت، وذلك في 8 أغسطس من عام 1974، حيث اضطر للتنحي من منصبه عام 1974 خوفًا من أن توجه إليه تهمة التستر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في فضيحة ووترجيت تحت وطأة تهديد الكونغرس بإدانته. كانت عملية سطو فريدة من نوعها صباح 17 يونيو 1972 في مجمع ووترجيت في مدينة واشنطن الأمريكية، حيث عُثر على اللصوص في مكتب اللجنة الوطنية الديموقراطية وتم إلقاء القبض عليهم، ولكنها في ذلك اليوم لم تكن عملية سطو عادية كما سنرى بل عملية مجهولة المعالم استمرت التحقيقات فيها عامين كاملين لتؤدي في النهاية إلى استقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون. حدثت فضيحة ووترجيت في مناخٍ سياسي متوتر وعدائي، حيث كانت أمريكا في وضع انتخابات رئاسية سنة 1972 وكان رئيسها حينها ريتشارد نيكسون، في حين كانت الولايات المتحدة متورطة بحرب فيتنام حينها وكانت البلاد منقسمة بشكل كبير. وفي ظل هذه الأجواء كان على الرئيس القيام بحملة انتخابية كبيرة ليضمن استمراره كرئيس أمريكا السابع والثلاثين، ولكن لم تكن جميع جوانب هذه الحملة قانونية بل تبين وجود عمليات تجسس غير شرعية، حيث اقتحم أعضاء لجنة نيكسون في مايو 1972 مكتب اللجنة الوطنية الديموقراطية في ووترجيت، وسرقوا نسخًا من وثائق سرية وقاموا بتجهيز التجسس هواتف المكتب. فشلت العملية في التنصت على الهواتف بشكلٍ صحيحٍ، لذا في 17 يونيو عادت مجموعةٌ من خمسة رجالٍ إلى المبنى، وكانوا يتجولون استعدادًا لوضع ميكروفون جديد في المكتب، ولكن لاحظ أحد الحراس في المبنى مسجل صوت فوق كافة أقفال المبنى فأخبر الشرطة وجاءت في الوقت المناسب وقبضت على الجواسيس متلبسين. لم يتضح على الفور ارتباط تواجد الجواسيس مع الرئيس نيكسون، على الرغم من الشكوك التي أثارتها الأرقام التي كنت بحوزتهم، وبعد فترةٍ ألقى نيكسون خطابًا أقسم فيه أن موظفيه في البيت الأبيض لم يشاركوا في الاقتحام، وقد صدقه معظم الناخبين وفاز في الانتخابات فوزا ساحقا. ولفهم فضيحة ووترجيت لابد من فهم الرئيس الذي كان خلفها، حيث كان نيكسون ملازمًا سابقًا في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أصبح عضوًا في الكونغرس والسيناتور في كاليفورنيا، ثم كان نائبًا للرئيس دوايت أيزنهاور لمدة ثماني سنواتٍ حتى عام 1960، ثم رشح نفسه للانتخابات الرئاسية ضد جون كيندي وخسر أمامه خسارة كبيرة، وتأثر نيسكون بذلك كثيرًا وبدأ بإلقاء اللوم على الصحافة ووسائل الإعلام بأنها فضلت خصمه عليه، واستمر استيائه من ذلك حتى انتُخب كرئيسٍ عام 1968 وعادت الأمور إلى سيطرته. بالرغم من أن فترة رئاسته الأولى كانت غير مستقرةٍ بسبب تورط أمريكا بحرب فيتنام منذ أواخر الخمسينات مما خفض شعبيته كرئيسٍ جديدٍ، ولكن لم يكن ذلك إلا جزءًا من صعوباتٍ عاناها نيكسون كرئيسٍ للولايات المتحدة الأمريكية، ويقال أن نيكسون شن الكثير من الحروب الداخلية ضد الإعلام والصحافة والديمقراطيين والحركات المناهضة للحرب والنظام القضائي الأمريكي وحتى التاريخ بحد ذاته. وبحسب الصحفيين المسؤولين عن كشف فضيحة ووترجيت فقد كان نيكسون يحاول عزل وإبعاد كل من يعتبره عدوًا له ولسياساته مثل الرجل الذي سرب وثائق البنتاغون ويدعى دانيال إلسبرغ، وتم تشكيل مجموعة في البيت الأبيض مهمتها وقف التسريبات السرية المختلفة التي تحدث لصالح وسائل الإعلام.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;