تمر اليوم الذكرى الـ79 على قيام قوات الاستعمار البريطانية فى الهند باعتقال مهاتما غاندى بعد إطلاقه المقاومة السلمية للاحتلال، وذلك فى 9 أغسطس عام 1942، حيث اعتقل البريطانيون غاندى وزوجته وقادة آخرين للمجلس الوطنى الهندى واحتجزوهم فى قصر آغا خان الموجود فى مدينة بونه، وقال رئيس الوزراء ونستون تشرشل فى خطابه أمام البرلمان تأييدًا للإجراءات القمعية: "لم أصبح الوزير الأول للملك لأترأس عملية تصفية الإمبراطورية البريطانية"، ومع تراجع صحته أطلق سراح غاندى بعد 19 شهرًا من الاحتجاز.
والذى يعرفه الكثيرون عن المهاتما غاندى الذى قاد الهند نحو الاستقلال، أنه صاحب طبيعة خجولة، كان شابًا خجولًا وطالبًا غير بارز فى صفه الدراسي، وفى سن الثالثة عشر تزوج غاندى زواجًا تقليديًا من ابنة تاجر تدعى كاستوربا ماكانجي، لكن المراهق تمرد مع مرور السنين فبدأ بالتدخين وتناول اللحوم.
فى عام 1885 عانى غاندى من وفاة والده ثم لحاق طفله الصغیر به بعد فترةٍ وجيزة.. وبالرغم من أن غاندى كان مهتمًا بأن یكون طبیبًا، فإن والده كان یأمل بأن یصبح ولده وزیرًا فى الحكومة وهو ما أدى إلى أن توجيه أسرته له لمزاولة مهنة المحاماة، وبعد فترةٍ قصيرة من ولادة أول أبنائه الناجين أبحر غاندى إلى لندن فى إنجلترا عام 1888 لدراسة القانون وكان حین ذاك فى الثامنة عشرة من عمره، عندها قاوم الشاب الهندى تحوله إلى الثقافة الغربیة، وأثناء فترة إقامته فى لندن والتى دامت ثلاث سنوات، أصبح أكثر التزامًا باتباع نظامٍ غذائى خالٍ من اللحوم كما أنه انضم إلى اللجنة التنفیذیة للجمعیة النباتیة فى لندن، وبدأ بقراءة مجموعة من النصوص المقدسة لیتعلم المزید عن الأدیان فى العالم.
وعند عودته إلى الهند فى عام 1891 علم غاندى أن والدته كانت قد توفیت قبل أسابیع من قدومه، فكافح بعد ذلك لكى یقف على قدمیه محاميًا، وفى أول قضیةٍ له فى قاعة المحكمة أخفق غاندى الذى كان متوترًا عند لحظة استجواب الشاهد، فهرب على فوره من قاعة المحكمة بعد حصوله على أتعابه القانونیة، ثم كافح للحصول عملٍ فى الهند، وعثر بعد ذلك على عقدٍ لسنة واحد مقابل أدائه خدماتٍ قانونیة فى جنوب أفریقیا، فأبحر إلى دوربان فى جنوب أفریقیا، مقاطعة ناتال، بعد ولادة ابن آخر له فى أبريل عام 1893.
شعر غاندى بالجزع فور وصوله إلى جنوب أفریقیا بسبب التمییز والعزل العنصرى الذى یواجهه المهاجرون الهنود على ید السلطات البریطانیة وسلطات البویر، وفى أول ظهور لغاندى فى قاعة المحكمة فى دیربان طُلب منه خلع عمامته إلا أنه رفض وغادر المحكمة، وقد سخرت منه صحيفة ذا ناتال أدفيرتايزر فى إحدى طبعاتها ونعتته بأنه "الزائر غیر المرحب به".