اشتدت الأمور اضطرابا بعد رحيل يزيد بن معاوية وموت ولده معاوية، لكن كيف وصل مروان ابن الحكم إلى الحكم، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "ذكر بيعة مروان بن الحكم"
وكان سبب ذلك أن حصين بن نمير لما رجع من أرض الحجاز وارتحل عبيد الله بن زياد من البصرة إلى الشام، وانتقلت بنو أمية من المدينة إلى الشام، اجتمعوا إلى مروان بن الحكم بعد موت معاوية بن يزيد.
وقد كان معاوية بن يزيد قد عزم على أن يبايع ابن الزبير بدمشق، وقد بايع أهلها الضحاك بن قيس على أن يصلح بينهم ويقيم لهم أمرهم حتى يجتمع الناس على إمام، والضحاك يريد أن يبايع لابن الزبير.
ولما رأى مروان بن الحكم ما انتظم من البيعة لابن الزبير، وما استوثق له من الملك، وعزم على الرحيل إليه لمبايعته وليأخذ منه أمانا لبنى أمية.
فسار حتى بلغ أذرعات فلقيه ابن زياد مقبلا من العراق فصده عن ذلك وهجّن رأيه، واجتمع إليه عمرو بن سعيد بن العاص، وحصين بن نمير، وابن زياد، وأهل اليمن وخلق.
فقالوا لمروان: أنت كبير قريش، وخالد بن يزيد غلام، وعبد الله بن الزبير كهل، فإنما يقرع الحديد بعضه ببعض، فلا تناوئه بهذا الغلام، وارم بنحرك فى نحره، ونحن نبايعك، ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه بالجابية فى يوم الأربعاء لثلاث خلون من ذى القعدة، سنة أربع وستين، قاله الواقدى.
فلما تمهد له الأمر سار بمن معه نحو الضحاك بن قيس فالتقيا بمرج راهط، فغله مروان بن الحكم وقتله وقتل من قيس مقتلة لم يسمع بمثلها، على ما سيأتى تفصيله فى أول سنة خمس وستين.
فإن الواقدى وغيره قالوا: إنما كانت هذه الوقعة فى المحرم من أول سنة خمس وستين.
وفى رواية محمد بن سعد: وعن الواقدى وغيره قالوا: إنما كانت فى أواخر هذه السنة.
وقال الليث بن سعد، والواقدي، والمدائني، وأبو سليمان بن يزيد، وأبو عبيدة وغير واحد: كانت وقعة مرج راهط للنصف من ذى الحجة سنة أربع وستين والله سبحانه وتعالى أعلم.