هواة الفلك والمهوسون بالظواهر الفلكية على موعد اليوم الخميس حتى فجر الجمعة، مع واحدة من أجمل زخات الشهب، وهى زخة شهب البرشاويات، وستمطر زخة شهب البرشاويات سماء مصر والوطن العربى اليوم الخميس، حيث تعتبر من أفضل زخات الشهب السنوية التى ينتظرها الهواة فى جميع أنحاء العالم، حيث يصل عددها إلى 60 شهابا فى الساعة عند الذروة.
وأشار المؤرخ الرومانى كاسيوس ديو إلى "نجوم المذنبات" التى ظهرت فى أغسطس من العام الثلاثين قبل الميلاد، والتى تم ذكرها بين الأعاجيب التى حدثت بعد وفاة كليوباترا، ولازال الخبراء غير واثقين تماماً بما قصد كاسيوس ديو باستخدامه لصيغة الجمع "نجوم المذنبات" لكن ربط البعض هذا الحدث بشهب البرشاويات التى تحدث سنوياً فى ذاك الوقت من السنة.
على الرغم من أن احتفاظ هذه الشهب باسم يونانى قديم، إلا أننا بتنا نعلم الآن أن وصول شهب البرشاويات كل شهر أغسطس فى الواقع ناتجة عن مرور مدار الأرض عبر حطام المذنب "سويفت-تتل" (Swift-Tuttle).
وسميت زخات الشهب بالبرشاويات تيمناً بأبناء البطل اليونانى القديم فرساوس أو برشاوس، كان على اسم فرساوس أو برشاوس شخصية أسطورية ذى نسب رفيع فهو الابن الأسطورى لزيوس والأميرة داناى (من المطر الذهبي). حصل برشاوس على كوكبة بعد عدد من المغامرات الملحمية عبر البحر المتوسط والشرق الأدنى والتى شملت القتل - المصوّر كثيراً - لميدوسا إحدى أخوات الغرغون المرعبات.
من ضمن أعمال برشاوس البطولية كان إنقاذ الأميرة أندروميدا التى تخلى عنها والداها لتهدئة وحش البحر، وعثر عليها برشاوس على صخرة من المحيط، تزوجها وأنجبت سبعة أبناء وابنتين، ويعتقد مراقبو السماء أن كوكبة برشاوس - الواقعة بجوار أندروميدا فى سماء الليل - هى أصل الشهب التى يمكن أن يروها كل صيف، وهكذا سميت بالبرشاويات.
فى التقاليد المسيحية، كانت زخات شهب البرشاويات مرتبطة منذ فترة طويلة باستشهاد القديس لورانس. كان لورانس شماساً فى الكنيسة الأولى فى روما القديمة، استشهد فى عام 258م أثناء اضطهاد الإمبراطور فاليريان. يفترض أن الشهادة وقعت فى العاشر من أغسطس عندما كانت شهب البرشاويات فى أوجها، ولذا تم موازاة دموع القديس بشهب البرشاويات.