تمر اليوم ذكرى معركة اليرموك التى وقعت فى 12 أغسطس عام 636 ميلادية المناسب للعام 15 هجريا، واستطاع فيها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد أن ينتصروا على الروم بقيادة ماهان فى معركة اليرموك، وقد قتل من الروم 50 ألفًا ومن المسلمين 3 آلاف، وتم إثر هذه المعركة فتح باقى بلاد الشام وسقوط الإمبراطورية البيزنطية.
وكان من أسباب معركة اليرموك رغبة الجيش الإسلامى فى نشر الدين الجديد، الرغبة فى إخضاع مناطق جديدة لنفوذ المسلمين، جاءت معركة اليرموك استمرارا لمعارك وقعت بين الطرفين، ولأن اليرموك ملحمة من ملاحم التاريخ، ولأنها سفر سطر بمداد المخلصين من المسلمين، فقد تغنى الشعراء بها إكباراً وتقديراً وفخراً.
فقال أبو الفضل الوليد عنها:
أدِمَشقُ ما أمضى سيوفَ بنيكِ .. تِلكَ التى شَلَّت عُروشَ ملوكِ
ولكلِّ أرضٍ من جمالِكِ قِسمَةٌ .. وجمالُ كلِّ الأرضِ فى ناديك
إن الضّحايا فى هواكِ كثيرةٌ .. فَتَذكّرى ما كانَ فى اليَرموك
اللهُ راضٍ عن شِهادةِ فِتَيةٍ .. بعُيونِهم وقُلوبهم حَجَبوك
أبناؤك العربُ الكِرامُ تَطوّعوا .. واستهلكوا ليقوكِ أو ليفوك
سالت لدَيكِ دِماؤُهم فَتَعطّفى .. بتحيَّةٍ لِشبيبةٍ تفديك
وقال الأسود بن مقرن التميمى رضى الله عنه وهو أحد أبطالها:
وَكَم قَد أَغرنا غارَة بعد غارَة .. يَوماً وَيَوماً قَد كَشَفنا أَهاوِلَة
وَلَولا رجال كان عَشر غَنيمَة .. لَدى مَأقط رجت عَلَينا أَوائِلَة
لَقَيناهُم اليَرموك لما تَضايَقت .. بِمَن حَلَّ بِاليَرموك منهُ حَمائِله
فَلا يَعدَمن منا هرقل كتائِباً .. إِذا رامَها رامَ الَّذى لا يحاوِله
وقال محمد بن الحسن الكلاعي:
فحَلّت بأرضِ الرومِ منهم سحايِبٌ .. فظَلَّت علَيهِم بالمصائبِ
تمطِرُ فكانَ لدى اليرموكِ منهُم مواقِفٌ .. وقائِعُها فيهِم على الدهرِ تكبرُ
هوَوا فى هوىً كانوا أرادوا اتّخاذها .. لمَكرٍ وكُلُّ هالِكٌ حيثُ يمكُرُ
وما زالَ منهُم موقِفٌ بعدَ موقِفٍ .. ورايَةُ نصرٍ بالهدايَةِ تُنشَرُ
إلى أن حَووا أرضَ الشامِ وقتّلوا .. علوجَ بنى ليطِى فيها ودَمَّروا
وأرضُ فلَسطينَ وحازوا دمَشقِها .. وأضحى هرَقلُ وهوَ بالذُلِ مُجحَرُ
وقَد سُلِبَت تيجانهُ وتُقُسِّمَت .. مساكِنهُ فيها الصليبُ المُكَسَّرُ