الشيخ مصطفى إسماعيل (1905 – 1978) من أشهر قراء القرآن فى مصر والعالم العربى، نعرف صوته وجماله ولكن لا نعرف الكثير عن حياته وزواجه.
ونعتمد فى ذلك على كتاب "غرام المشايخ.. قصص حب وزواج رجال الله" لـ الكاتب والناقد الفنى أيمن الحكيم.
يقول الكتاب:
وكما كان الشيخ مصطفى إسماعيل متفردا فى صوته وتجلياته كمقرئ فإنه كان متفردا كذلك فى قصة حبه وزواجه.
كان الشيخ وقتها فى بداية طريق المجد وقد تجاوزت شهرته قريته "ميت غزال" بمركز السنطة، بل ومحافظة الغربية كلها وذاع اسمه فى محافظات الوجه البحرى كلها، ووصل إلى العاصمة بعد أن قرأ فى عزاء حسن باشا القصبى عضو البرلمان الذى وافته المنية في اسطنبول وجاء وجهاء مصر وكبار مقرئيها لحضور عزائه المهيب فى طنطا.
وكان من بين الحضور عضو للبرلمان عن محافظة دمياط أعجبه صوت الشيخ الشاب فقرر أن يدعوه ليقرأ في حفل التأبين الذي أقامه لزعيم الأمة وفقيدها سعد باشا زغلول، وفى الصوان المتسع جلس وجهاء دمياط يستمعون بحماس للشيخ القادم من الغربية ويطلقون صيحات الإعجاب.
وكان من بينهم الأستاذ محمد عمر والذى لم يكتف فقط بصيحات الإعجاب بل اتجه للشيخ الشاب بعد الحفل ووجه له الدعوة ليتناول الإفطار معه في بيته صباح اليوم التالى، وسافر الشيخ وقد أصبح له صديق فى دمياط.
ولما جاء الشيخ مصطفى العام التالى إلى دمياط ليقرأ فى ذكرى زعيم الأمة، فإن أول ما فعله هو السؤال عن صديقه محمد عمر، وأصيب بصدمة حقيقية عندما عرف بخبر وفاته قبلها بشهور، وكان ابن الفقيد من الحاضرين في السرادق ولما كان يعرف محبة والده للشيخ فقد وجه إليه الدعوة لتناول الإفطار معه فى البيت.
وخلال اللحظات التى وقف فيها الشيخ مصطفى على الباب قبل أن يفتح له، لمح فتاة صغيرة تقف فى الشرفة كانت جميلة وتطل من عينيها علامات الذكاء، ووقعت الفتاة فى قلبه من النظرة الأولى، وبمجرد دخوله للمنزل سأل مضيفه عنها فأخبره بأنها أخته الصغرى وبلا تردد وبجرأة متناهية قال الشيخ تجوزهالى؟
خطبها الشيخ وطلب يدها للزواج دون أن يعرف اسمها ولا ظروفها، فقد شعر أنه أحبها من النظرة الأولى وأنها الزوجة التى يبحث عنها.
ولأن الشيخ كان جادا فى طلبه فلم يملك الأخ سوى أن يستدعي فاطمة ليستطلع رأيها فى عريس الغفلة وبعد دقائق جاءت العروس الصغيرة وكانت المفاجأة أنها وافقت ببساطة، فقد أحبته هى الأخرى من أول نظرة، فقد كان الشيخ رغم العمة والكاكاولا والزي الديني على درجة ملفتة من الوسامة والرجولة.
كانت فاطمة يومها فى السادسة عشر من عمرها، ويكبرها الشيخ بعشر سنوات ولم يغادر الشيخ العاشق دمياط إلا بعد أن اتفق على عقد القران والزواج خلال أسبوع واحد فقط لا غير.