اسمها زبيدة ابنة محمد عبد الرحمن البواب الميزونى، تاجر من مدينة رشيد، تزوجها قائد الحملة الفرنسية "مينو" الذى تمر اليوم ذكرى رحيله فى 13 أغسطس من سنة 1810.
وتشير الباحثة "أحلام السيد الشوربجى" إلى أن زبيدة لم تهتم بنهايتها الحزينة بقدر اهتمامها بأن تكون ملكة وهى "غادة رشيد" التى عشقها الجنرال الفرنسي «مينو» وتزوجها وغيّر ديانته من أجلها، ثم ألقاها في شوارع وحواري فرنسا كقطة ضائعة لا تعرف لغة وليس لديها مال، فقط خادم بائس يذكّرها بالأيام القديمة التي كانت مفعمة بالمجد والثراء العظيم ورغد العيش.
لم يكن مينو أول من تزوج من زبيدة بل تزوجت من أحد المماليك الأثرياء وهو "سليم أغا نعمة الله" لكن لم تستمر هذه الزيجة طويلًا حيث وقع الطلاق بعدها بعام واحد فقط.
وكان "جاك مينو" حاكم مدينة رشيد يبحث عن زوجة مصرية بغرض التقرب من أهل رشيد عن طريق مصاهرتهم، لذلك وقع اختياره علي "زبيدة".
وقد وافقت عائلة "البواب" على زواج ابنتهم من الجنرال الفرنسي بشرط إعلان إسلامه، وتم عقد الزواج في وثيقة بمحكمة رشيد الشرعية فى 25 رمضان 1213 هجرية الموافق 2 مارس 1799 ميلادية، وتضمنت الوثيقة اعتناق الجنرال للإسلام وتسمى فى الوثيقة باسم "عبد الله مينو" كما أثبتت وثيقة الزواج من زبيدة إنها أصغر منه بثلاثين عامًا.
وكان صداق زبيدة الذي قدمه لها «مينو» 100 محبوب كل واحد منها بمائة وثمانين نصفها فضة، كما تضمنت في أحد شروطها أن يدفع لها مينو 2000 ريال نظير فراقه لها في حالة الطلاق وإن مات وكانت لا تزال في عصمته تأخذ من ماله الألفي ريال.
وتوجد رسالة يصف فيها مينو «زبيدة» لأحد أصدقائه فيقول فيها: «زوجتي طويلة القامة، مبسوطة الجسم، حسنة الصورة من جميع الوجوه، لها عينان رائعتان، ولون بشرتها هو اللون المصري المألوف، وشعرها طويل فاحم، وهي لطيفة الطبع، وجدتها تتقبل كثيرًا من العادات الفرنسية بنفور أقل مما توقعت، وأنا لم ألح عليها بعد في الخروج سافرة على الرجال، ولن أنتفع بما أباحه النبي من الزواج بأربع نساء، فإن في زوجة واحدة أكثر من الكفاية".
عاشت زبيدة مع مينو وأنجبت منه ولدًا سمته «سليمان مراد جاك» في 27 نوفمبر عام 1800.
عقب خروج الحملة من مصر أصبح مينو حاكمًا لإقليم فلورنسا فترك زبيدة مع ولدها الصغير فى مارسيليا.
سكنت زبيدة في مدينة مارسيليا بينما تولى «مينو» إدارة حكم ثلاث مدن خلال خمس سنوات ورغم كل مناصبه لم ينس أصله فعاشر سيدات واتخذ عشيقات لنفسه أغلبهن من راقصات الحانات تاركًا زوجته ونجله ومع تراكم الديون عليه فضلاً عن سوء أخلاقه، تم طرده من الخدمة العسكرية في باريس، وكانت زبيدة مقيمةً في منزلها وحدها بصحبة ولدها، ولم يرعهما سوى خادمها «سرور» وكانت زيارات مينو لها قليلة وقد أنجب منها ولدًا آخر، ثم وقعت الكارثة حيث ارتد مينو عن الإسلام وقرر التوجه إلى زوجته ليأخذ الولد الثاني لتعميده في المسيحية وهو الأمر الذي رفضته زبيدة لكنها فى النهاية أجبرت وتم تعميد ولدها الذي تربى في أسرة فرنسيةٍ فيما بعد.
وذكر رفاعة الطهطاوي " لا يُعْرَف أي شيء عن نهاية زبيدة على مستوى اليقين، سوى بعض تكهنات المؤرخين أن ولدها الأكبر توفى في ظروف غامضة، ولم تستطع الوصول إلى نجلها الثاني خاصة بعد وفاة مينو سنة 1810 في الستين من عمره، كما أن أهلها لم يتمكنوا من الوصول إليها، حيث عاشت في شوارع مارسيليا تتسكع في طرقاتها".