صدر حديثًا عن المركز الثقافى العربى، كتاب جديد بعنوان "هجرة المفاهيم: قراءات فى تحولات الثقافة" للناقد الدكتور سعد البازعى، ويتناول الكتاب المفاهيم من حيث إنها ما يرصده ويحلِّله ويقفُ على انتقالاته عبر اللُّغات وزوايا الرؤية. ولكنّ الكتاب معنى أيضاً بما يتصل بتلك المفاهيم من تحولات ثقافية، تنتجُ أحياناً عن هجرة المفاهيم أو الأفكار، وأحيانًا عن عوامل أخرى أوضحها انتقال العلوم والمعارف وتداولها بين الثقافات.
فمن مناقشة مفاهيم مثل الفلسفة، والنسوية، والعدو، إلى الوقوف على تحولات نتجَت عن ترجمة كُتب مفصلية فى تاريخ الحضارات، يتّضحُ أن الطموح الأساسى هنا هو الطموح ذاته الذى حرّكَ كُتباً سابقة أخرى لي، أى توسيع أمداء المُساءلة لما يكتنف العلاقات الثقافية من إشكاليات، منها أن انتقال المفاهيم والمعارف بصفة عامة ليس بالسهولة أو البراءة التى قد تبدو لبعض من ينظر فى هذا الأمر البالغ الأهمية، فى عالم يزداد اشتباكاً وسرعة فى انتقال المنتجات الثقافية.
ومن أجواء الكتاب "من مناقشة مفاهيم مثل الفلسفة، والنسوية، والعدو، إلى الوقوف على تحولات نتجت عن ترجمة كتب مفصلية فى تاريخ الحضارات يتضح أن الطموح الأساسى هنا هو ذات الطموح الذى حرك كتباً سابقة أخرى لي، أى توسيع أمداء المساءلة لما يكتنف العلاقات الثقافية من إشكاليات، منها أن انتقال المفاهيم والمعارف بصفة عامة ليس بالسهولة أو البراءة التى قد تبدو لبعض من ينظر فى هذا الأمر البالغ الأهمية فى عالم يزداد اشتباكاً وسرعة فى انتقال المنتجات الثقافية".
ويتأسس كتاب الدكتور سعد البازعي، الصادر حديثاً عن المركز الثقافى العربي، على قناعة المؤلف بالدور المركزى الذى تلعبه المفاهيم فى تطور الفكر وتنامى الثقافات. يؤكد ذلك ابتداءً بمناقشة لما طرحه الفيلسوف الفرنسى جيل دولوز حول الأهمية الفلسفية للمفاهيم حين يعرّف الفلسفة بأنها صناعة المفاهيم.
غير أن الكتاب ليس معنيًا بالمفاهيم بحد ذاتها أو بماهيتها وإنما بانتقالها بين اللغات والثقافات وما يحدث لها من تغير وتحدثه من تغيير جراء ذلك الانتقال. إنها المفاهيم، كما يقول المؤلف: "فى حالة سيولتها أو تدفقها من بيئة إلى أخرى أو من نص إلى آخر ضمن البيئة الواحدة".