تمر اليوم الذكرى الـ 252 على ميلاد واحد من أعظم جنرالات الحرب عبر التاريخ الإنسانى، الملهم الذى لا تزال خططه فى قلب الاستراتيجيات العسكرية فى الحروب، الغازى الذى كون إمبراطورية فرنسية عظيمة مترامية الأطراف، لكنها توقفت عند حدود الدولة الروسية، أنه الجنرال الفرنسى وإمبراطورها السابق نابليون بونابرت.
ولد نابليون فى جزيرة كورسيكا فى عام 1769، وحصلت أسرته على رتبة طبقة النبلاء الفرنسيين عندما قامت فرنسا بتحويل جزيرة كورسيكا إلى ولاية فى تلك السنة، وتم إرسال نابليون إلى فرنسا فى عام 1777 للدراسة فى المدرسة الملكية العسكرية فى برين، وفى عام 1784، أمضى نابليون سنة يدرس فى الكلية العسكرية فى باريس، وتخرج منها بـ رتبة ملازم ثانى مدفعية، وتم إرساله إلى فالنس فى مهمة فى وقت السلم، وقد قضى نابليون الوقت هناك فى تثقيف نفسه فى التاريخ والجغرافيا.
المعلومات السابقة ربما تكون متداولة ومعروفة عن حياة الجنرال الفرنسى، لكن هناك الكثير لم يعرف عن الجنرال الفرنسى وفترة طفولته وشبابه، قبل يصبح منقذ فرنسا وأول إمبراطور لها بعد الثورة الفرنسية، ويصبح نكبتها بعد هزائمه فى روسيا وأمام بريطانيا ليقضى على فتوحاته الكبيرة.
وبحسب ما يذكره كتاب "وجوه القائد" للدكتورة منى خويص، فإن تصرفات الجنرال الفرنسى، وكما يتضح من ما كتبه هو فى مذكراته، أنه كان يتصرف تصرفات طفولية يشبع فيها تلك الحاجة التى لم تتح له إشباعها فى طفوله، أنه سلوك التعويض عن الحرمان الذى نشأ عليه، فلا ننسى أنه وهو فى سن الخامسة عشرة، وبعد وفاة والده، قامت على عاتقه عملية إعالة أسرته وتحمل مسؤوليتها، هذه المهمة التى وبالرغم من وجود إخوة يكبرونه سنا أرادها هو لنفسه رغبة فى تأكيد تفوقه وتمايزه، وفرض ذاته، وإثبات القدرة على الإنجاز.
وتوضح الكاتبة بأن نابليون كان بداخله شعورا يظهر من خلال ما كتبه فى مذكراته أنه فى حاجة إلى الاهتمام والراعية، حيث أنه يختبئ حتى تبادر الفتاة التى وقع فى حبها "جورجينا" للبحث عنه، حتى يراها قلقه عليه، مشيرة إلى مواقف الصفح أمام توسلات زوجته جوزفين، يظهر فيها الطفل الواقف أمام أمه، لا يرتجى سوى حبها ورعايتها، حتى لو أنزلت به عقوبات، كما كانت تفعل أمه، حيث يروى أنها كانت امرأة قاسية، وكانت تشبعه ضربا، كلما أظهر تصرفا لا ترتضيه.
لكن المؤلفة أكدت أيضا أن قائد الحملة الفرنسية على مصر، كان يتحمل ألم الضربات التى توجهها إليه أمه، لاعتبارها أخف وطأة عليه من الألم الذى يحدثه فقدان الحب.