يلفت النظر فى الأعمال الدرامية المصرية المذاعة على القنوات الفضائية فى رمضان غياب المسلسلات التاريخية وذات الطابع الدينى، بما يعنى غياب اللغة الفصحى فى الدراما، فى مقابل انتشار اللهجات الشعبية وفرضت نفسها على الإعلام.
ومن جانبه قال الناقد الكبير صلاح فضل، إن فتوى تحريم تجسيد الصحابة على شاشات التليفزيون هى المسئولة عن عزوف الكتاب عن تناول المسلسلات الدينية وعرضها فى رمضان، مضيفا أنه لابد من مراجعة مثل هذه الفتاوى مرة أخرى.
وأضاف "فضل" فى تصريحات خاصة لــــ"انفراد" أن المسلسلات الدينية من قبل كانت وجبة أساسية فى رمضان تناولت حياة كثير من المراحل التاريخية والدينية المهمة والمرتبطة بشخصيات الصحابة والتابعين، لكن بعذ ذلك صدرت فتوى من الأزهر بتحريم ظهور الصحابة على الشاشات.، مما كان له أكبر الأثر على ذلك الفن.
وأوضح الناقد الكبير، أن المسلسلات الدينية من الممكن أن تحقق رواجا من جديد من خلال تناول الرموز الدينية العظمى من صحابة الرسول، والاستفادة من كتب "عبقريات العقاد"، وسيرة الصحابة، ورجال حول الرسول، والتى بدورها تجذب المشاهدين لوجود نوع من البطولة التى يميل المشاهد للإيمان بصدقها.
وأضاف صلاح فضل، أنه اذا استمر منع كتَّاب الدراما من إظهار شخصيات الصحابة، والاكتفاء الشخصيات الثانوية التى تحيط بها، وملاحقة ذلك بفتاوى التحريم، فان ذلك يجفف منابع الإلهام فى الدراما الدينية.
ومن جانبه قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، رغم متابعتى القليلة لمسلسلات رمضان خلال السنوات الماضية، لكن الملاحظة حول غياب المسلسلات التاريخية والدينية هذا العام يمكن تفسيرها فى سياق صناعة الدراما بوجه عام، وذلك لأن الدراما التليفزيونية ليست فنا خالصا، بل هى مثل السينما تجمع بين الفن من ناحية، والصناعة والاقتصاد من ناحية أخرى.
وأرجع الناقد الأدبى فى تصريح خاص لــــ"انفراد"، أسباب ذلك لوجود أولويات تتعلق بالجانب الإنتاجى ومتطلباته، أى الجدوى الاقتصادية الخاصة بالتكلفة والمردود أو العائد، لافتا إلى أن إنتاج مسلسلات تاريخية أو دينية يمثل تكلفة مالية أعلى من المسلسلات الاجتماعية أو الدرامية مثلا، فهناك ما يرتبط بالملابس التاريخية، وبالديكور الذى يشيرا إلى فترات قديمة، وما إلى ذلك.
وتابع "حمودة" ربما هذا هو التفسير، وربما هناك تفسيرات أخرى تتعلق بفهم القائمين على المسلسلات أو متصوراتهم حول ما يحتاجه الجمهور الآن، لعلهم لاحظوا أن المشاهدين الآن يحتاجون إلى أعمال ذات طابع عصرى، بعيدا عن الصور النمطية المتكررة التى كانت واضحة فى أغلب المسلسلات التاريخية والدينية من قبل.