صدر حديثا، أحدث إصدارات الكاتب الكبير السيد نجم، كتاب جديد بعنوان "أطياف إبداعية فى مواجهة العنف" فى تنظير أدب الحرب والمقاومة، يقع الكتاب فى حوالى 320 صفحة على قسمين، الأول يتناول أدبيات مواجهة العنف فى الأدب العربى خلال التاريخ القديم والحديث، والقسم الثانى يعرض التجربة الحربية فى الأدب العبرى مع عروض تحليلية للابداعات فى مواجهة العنف (الحرب).
القسم الأول يتناول بالعرض والتحليل لنماذج ﺇبداعية عربية قديمة وحتى ﺇبداعات التجربة الحربية فى أكتوبر73، تضمنت التجربة الحربية المصرية القديمة (قص بطولات المصرى القديم- حول تجربة الحرب الصليبية- قص بطولات مواجهة الغزو التتارى).
كما تضمنت التجربة الحربية المصرية الحديثة والمعاصرة (اﻹنتماء والتاريخ والوطن فى ﺇبداعات الرواية- نماذج روائية رائدة - وقفة مع بعض كتاب الرواية التاريخية - رصد بطولات الجندى المصرى المعاصر- ملامح التجربة الحربية فى الرواية المصرية)، حيث تم عرض وتحليل نماذج إبداعية ترصد بطولات الجندى المصرى، من خلال القسمة الزمنية للتجربة الحربية.
أولا: إبداع التجربة الحربية قبل معركة العبور (الفترة 1967 إلى 1973).
ثانيا: إبداع التجربة الحربية أثناء معارك أكتوبر73.
ثالثا: إبداع التجربة الحربية بعد أكتوبر73.
وقد بينت القراءة ٳلى تنوع واختلاف الملامح الفنية عبر الثلاث مراحل، وقد تم عرض وتحليل نماذج روائية وشعرية متفرقة: قبل وأثناء وبعد معارك أكتوبر 73.
القسم الثانى يتناول الأدب العبرى الذى يعد من ضمن سلسلة الآداب السامية القديمة التى نمت وازدهرت فى شبه جزيرة العرب وما حولها.
ففى حوالى سنة 1400 ق.م، نزح العبريون من الصحراء وعبروا الأردن، ثم نزلوا فلسطين. كانوا يتكلمون بلهجة "آرامية" (نسبة إلى آرام بن سام، من القبائل السامية، ومنهم من نزح إلى كنعان أو فلسطين حوالى القرن الثالث عشر قبل الميلاد- ومن نزح إلى العراق حوالى القرن العاشر قبل الميلاد- ومن نزح إلى شمال الشام وحاربوا الحيثيين)، فى فلسطين تكلموا الكنعانية (لغة أهل فلسطين)، واتخذها اليهود لغة التخاطب والكتابة ومع تأثرهم بالآرامية، أطلق على لغتهم "اللغة العبرية".
أما فترة ثروتهم الأدبية (قديما) من نحو سنة 100 ق.م حتى سنة 200 ق.م. وتتمثل فى "الكتاب المقدس"، ففى "التوراة" أساس الأدب العبرى والديانة اليهودية. وكذا "التلمود" (وهو مجموعة من القوانين تناولها بالشرح والإضافة قادة الديانة اليهودية على مر الزمان. وقد استغرق جمعه حوالى ثلاثة قرون-من القرن الرابع حتى القرن السادس).
يضم العهد القديم تسعة وثلاثين سفرا، يمكن التقاط الملامح التالية منه، وهى ليست ملامح عقائدية بالمعنى الروحي، هى فى مجملها العمود الفقرى للذهنية والشخصية العبرية فيما بعد، منها: البحث عن الهوية الضائعة و جذورها، البحث عن الذات العقائدية، بالدعوة إلى الدين الصحيح، إعلاء مفاهيم البطولة والبطل الأسطوري، الحفاظ على سيرة الأجداد، صورة الأعداء فى عيون بنى إسرائيل.