حياة المصريين.. مصر تعود لـعصور النهضة على يد بسماتيك الأول

نواصل سلسلة "حياة المصريين" مع موسوعة مصر القديمة لعالم المصريات سليم حسن، ونتوقف مع الجزء الثانى عشر الذى يأتى تحت عنوان "عصر النهضة المصرية ولمحة فى تاريخ الإغريق". يقول سليم حسن فى التمهيد: وصل بنا المطاف فى الجزء الأخير من هذه الموسوعة عن تاريخ أرض الكنانة إلى نقطة تحول فى الحياة المصرية فى الداخل والخارج، فقد كانت مصر منذ باكورة النصف الثانى من القرن الثامن قبل الميلاد نهبًا مقسمًا بين دولة الكوشيين فى الجنوب وبين دولة الآشوريين فى الشمال، وقد كانت مصر وشعبها فى يد القدر آنذاك، فقد رأيناها تارة فى يد ملوك كوش وتارة أخرى فى يد الآشوريين، وكان هوى المصريين أنفسهم أحيانًا مع ملوك كوش وأحيانًا مع حكام آشور، غير أن ميولهم الحقيقية كانت مع قوم كوش، ولا غرابة فى ذلك فقد كان يجمع بين المصريين والكوشيين رابطة الدم والدين، لكن ذلك لم يجد نفعًا أمام جحافل الآشوريين الذين اجتاحت جيوشهم جند الكوشيين الذين كانوا يسيطرون على البلاد المصرية جملة. وعلى أى حال لم تبقَ مصر فى قبضة الآشوريين فترة طويلة من الزمن، وذلك بسبب الاضطرابات الداخلية التى كانت متفشية فى أنحاء الإمبراطورية الآشورية ممَّا آذن بقرب أفول نجمها، واختفائها من بين الدول صاحبة السلطان فى العالم. وقد انتهز أحد أمراء مصر العظام تلك الفرصة السانحة الفذة، لتخليص بلاده من الحكم الآشورى بعد أن خلصت آشور مصر من الحكم الكوشى. وهذا الأمير الذى حرر مصر مرةً أخرى من محبسيها فى الشمال والجنوب هو "بسمتيك الأول" مؤسس الأسرة السادسة والعشرين حوالى عام 663ق.م، حقًّا كانت الفرصة مواتية لهذا الأمير من كل الوجوه فقد زال عنه خطر الكوشيين الذين انزووا فى عقر دارهم بنباتا عاصمة بلاد كوش ورضوا من الغنيمة بالإياب، ولم نسمع عنهم بعد ذلك حتى عهد الملك "بسمتيك الثانى". أما الآشوريون فقد شغلتهم الثورات والاضطرابات التى كانت متفشية فى أنحاء إمبراطوريتهم، ورضوا عن طيب خاطر بالتحالف مع "بسمتيك الأول" الذى لم يلبث أن انتهز الفرصة وحرر بلاده نهائيًّا من الحكم الآشورى على أن يبقى حليفًا لمليكهم. وقد دخلت مصر فى عهد "بسمتيك الأول" فى طور جديد من أطوار حياتها كان لملوك كوش فضل المبادرة فيه، غير أن "بسمتيك" وأسرته من بعده قد ساروا بهذا التطور إلى غايته وزادوا عليه حتى اكتمل، وهذا التطور أطلق عليه المؤرخون المحدثون عصر النهضة. وكانت نهضة مصر فى تلك الفترة نسيجَ وَحْدِها، إذ لم تكتفِ بإحياء مجد مصر القديم وبخاصة بعث ما كان للكنانة من حضارة يانعة سامية فى عهد الدولتين القديمة والوسطى فى فنون الأدب والدين والعمارة، بل بدأت فضلًا عن ذلك صفحة جديدة فى تاريخ حياتها من حيث الفنون الحربية والعلاقات الخارجية. ولقد أراد ملوك الأسرة الساوية أن يعيدوا لمصر مجدها الغابر، ويحافظوا على كيانها وحدودها حتى لا تعود لقمة سائغة فى أفواه الدول المجاورة التى كانت تتنمر لها وتتحفز للوثوب عليها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;