كان لقاء عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازنى وعبد الرحمن شكرى مطلع القرن العشرين حدثا بالغ الأهمية إذ أسس الثلاثة مدرسة الديوان الشعرية، التى كان لها بالغ الأثر فى الشعر العربى الحديث، حيث تأثر بها من جاء بعدهم من الشعراء بشكل واضح وجلى، لكن كيف تم اللقاء؟
تعرف أولا إبراهيم عبد القادر المازني، الذى تمر ذكرى ميلاده اليوم 19 أغسطس 1889م، بعبد الرحمن شكرى فى مدرسة المعلمين العليا حيث كانا يدرسان بها قبل أن يسافر عبد الرحمن شكرى إلى جامعة شيفيلد الإنجليزية لتقى العلم هناك، ومن هنا بدأ التعارف واللقاءات ولما عاد شكرى من إنجلترا توطدت علاقة الثنائى ثم عرف المازنى كلا من شكرى والعقاد على بعضهما البعض، ومن هنا انطلقت مدرسة الديوان التى اتخذت اسمها من كتاب الديوان وهو كتاب نقدى أصدره العقاد والمازنى ولم يشارك فيه شكرى الذى كان قد أصدر ديوانا قبلها بسنوات.
غير أن الملفت للنظر هو أن كتاب الديوان الذى مثل انطلاقة مدرسة الديوان انطوى على نقد من المازنى لعبد شكرى نفسه.
وقد استقت مدرسة الديوان زخمها من الأدب الإنجليزى حيث تأثر الشعراء الثلاثة تأثرا بالغا بالأدب الإنجليزى، وقد كانت مدرسة الديوان فى العموم تدعو إلى تجديد الشعر العربى عبر تجدى الموضوعات التى يتعرض لها بالأساس ليغادر الأغراض القديمة إلى أغراض أخرى أكثر حداثة.
وقد رفض الشعراء الثلاثة شعر المناسبات الذى كان سائدا فى ذلك الوقت ودعوا إلى تناول القضايا الاجتماعية فى الشعر مع الاهتمام بالنواحى الوجدانية والرومانسية للخروج بالشعر من دائرة المعتاد السائد إلى دائرة الشعر المغاير الفارق، غير أنهم لم يهتموا بتجاوز البحور الخليلية ولم يتمردوا على العروض كما كان شأن من لحقوهم من شعراء التفعيلة.