لا يحاول عتيق رحيمى معارضة رواية ديستوفسكى الجريمة والعقاب في روايته ملعون ديستوفسكى لكنه أيضا يقدم صورة عن المجتمع الأفغاني، فرسول بطل الرواية يقتل نانا عليا فى المشهد الافتتاحى على طريقة راسكولينكوف فى "الجريمة والعقاب" الرواية الأشهر لديستوفسكى غير أنه يغرق بعدها فى الشعور بالذنب وفى تناقضات المجتمع الأفغانى.
يلقى رحيمى الضوء على قيام وتراجع الشيوعية فى أفغانستان من خلال استعراض أثر ذلك الزمن الذى احتل فيه الاتحاد السوفيتى بلاده وكيف تعامل المجتمع مع الشيوعيين قبل وبعد انهيار محاولة الروس السيطرة على بلاده.
رسول بمحاولته القاتلة يسرق المجوهرات لإنقاذ نفسه وحبيبته صوفيا من الفقر غير أنه لا يلبث أن يسقط صريع تأنيب الضمير، ومن هنا يريد أن يسلم نفسه للخلاص من عذاب النفس ثم إنه يعتقل فى مفاجأة غير متوقعة لسبب آخر ألا وهو عدم قدرته على دفع إيجار المنزل!
لكن وجود كتب لديه باللغة الروسية يصعب موقفه عقب الاعتقال ومن ثم يفكر أنه ربما تم كشف أمر قتله المرابية العجوز نانا عليا فيقفد النطق ويبدأ في كتابة الكلمات للتعبير عن نفسه بدلا من النطق بها.
بعدها يحاول رسول الاعتراف بجريمة تثقل كاهله فيعطى حبيبته صوفيا دفترا دون فيه تاريخ الجريمة ويخبر أحد المسئولين كتابيا أنه المجرم وأنه من قتل نانا عليا غير أن الرجل لا يلقى بالا لما يقول فى إشارة إلى أن كل شىء فقد معناه فى البلاد، وتنتهى الرواية بحضور رسول فى مكان عام لتنفيذ الحكم بالإعدام عليه.
وتحضر فى الرواية مشاهد تصور المجتمع الأفغانى منها مشاهد تعاطى الحشيش فى الأقبية، وجلسات الساقيخانة، وكذلك الصراعات التي تولدت بين الفئات المتحاربة التى بدأت عقب انسحاب الاتحاد السوفيتى والتى قادت بطبيعة الحال إلى تهجير بعض الناس، وفقدان الكثير من الناس لأطرافهم في ظل تفاقم أعداد المصابين بالشظايا والطلقات فى بلد يطلق المتحاربون النار فيه على بعضهم البعض من زاوية واتجاه!
ولعتيق رحيمى عدة روايات كما أنه حائز على على جائزة جونكور، الجائزة الفرنسية الأدبية الأبرز، عن روايته "حجر الصبر"، وجائزة الأدب الفارسي في إيران في 2010 عن روايته الأرض والرماد.