هل تصدق عزيزى القارئ أن يرهن أديب ساعته لتأمين مصاريف طبع كتابه الأول؟ هذا ما فعله الأديب السودانى أمير تاج السر ولذلك قصة وحكاية فأمير تاج السر كان يدرس فى مصر الطب وكان قد أغرق الدنيا بأشعاره حتى أن زملاءه توقعوا له أن يكون شاعرا كبيرا خصوصا أنه نشر بالفعل شعره فى مجلات عربية ذات شأن كبير ومجلات أدبية متخصصة ذائعة الصيت لكن أمير تاج السر فاجأ الجميع بموهبته فى السرد وأعلن للمقربين له أن لديه رواية تسمى "كرمكول". وعلى غرابة الاسم لم يكن لدى أمير تاج السر معارف يساعدونه على نشر روايته الأولى لكن الرجل كان مثابرا فأخذ يلف ويدور على دور النشر حتى وقع على إحدى دور النشر التى طلبت منه مبلغا بسيطا لقاء إنتاجها عمله الأول.
ولم يكن لدى أمير تاج السر المبلغ المطلوب على بساطته فلم يكن سوى طالب سودانى يحاول العيش على الحافة لللفوز بشهادته الجامعية المكلفة في الطب، وعليه قفزت فكرة رهن ساعته التى كانت الشىء الثمين الوحيد الذى يملكه فى الحياة من أجل إصدار روايته "كرمكول" فاستجاب لفكرته ورهن ساعته الثمينة وتم له ما أراد وطبعت روايته الأولى.
أثارت "كرمكول" بعدها اهتمام العديد من النقاد وحققت نجاحا معقولا فاقتنع أمير تاج السر أن رهن ساعته لم يذهب سدى لكنه بعدها انشغل بالطب فلم يكتب لمدة عشر سنوات ثم عاد الكرة من جديد عام 1996 فبدأت سلسلة رواياته التى لم تنقطع حتى الآن.
وقد صدر لأمير تاج السر 24 كتابا، من أبرز أعماله: "مهر الصياح"، "توترات القبطى" و"العطر الفرنسى" "زحف النمل"، و"صائد اليرقات" التى وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011 وترجمت إلى الإنجليزية والإيطالية.
وتأهلت روايته "366" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العام 2014، ووصلت روايته "منتجع الساحرات" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر عام 2017.