"كنت أمشى فى الطريق مع صديقين، وكانت الشمس تميل نحو الغروب، وفجأة تحولت السماء إلى لون أحمر بلون الدم، وغمرنى شعور مفاجئ بالحزن والكآبة. توقفت وأنا تعب حد الموت.. وبجانبى المضيق البحرى والمدينة متشحين بلون الدم وألسنة النار.. واصل أصدقائى مشيهما وظللت أنا واقفاً.. ارتجفت من الخوف..وأطلقت صرخة لا نهائية عبر الطبيعة" تلك الكلمات التى كتبها الفنان النرويجى "إدوارد مونش"، فى مذكراته كوصف للوحته الشهيرة "الصرخة"، والتى تعرضها دار المزادات العالمية "سوثبى" بلندن، بسعر يقدر ما بين مليون و 500 ألف دولار، و مليون و 735 ألف دولار، وذلك فى يوم 21 يونيو.
اللوحة التى تم رسمها عام 1895، على الورق بطريقة الطباعة، التى ابتكرها "مونش" فى لوحاته، هى نسخة من عدة نسخ رسمها الفنان النرويجى، تجسد رجل يقف على جسر ويظهر على وجهه علامات الرعب و يصرخ، وبسبب ما تحمله من مشاعر نفسية عميقة، أصبحت أشهر أعمال "مونش" بصفة خاصة ومن أشهر الأعمال الفنية بصفة عامة، وقد اكتسبت شعبية كاسحة فى العالم خاصة بعد الحرب العالمية الثانية.
تعرضت اللوحة، التى يوجد منها اثنان فى متحف مونك بالنرويج وواحدة فى معرض النرويج الوطنى، لعدة محاولات لسرقتها، فسرقت من المعرض الوطنى، ولكن تم استعادتها مرة أخرى بعد عدة أشهر، وتعرضت لوحة أخرى للسرقة من متحف مونك وتم استردادها بعد عامين، وظلت عامين فى الترميم بسبب تضررها من السرقة وعرضت مرة أخرى فى المتحف.
وإدوارد مونش، الذى رسم لوحة الصرخة من بين سلسلة لوحات سماها باسم "إفريز الحياة"، حيث طغت عليها مواضيع الحياة المختلفة من حب، وخوف،وكآبة، ولد عام 1863، فى أوسلو بالنرويج، وعاش حياة متفككة و عشوائية، إلى أن توفى عام 1944 فى عمر 80 عام.