تمر خلال تلك الأيام الذكرى الثلاثين على إعلان خروج دولة لاتفيا من الاتحاد السوفيتى، والتى خرجت فى 21 أغسطس 1991، وذلك قبل 4 شهور كاملة من انهيار اتحاد الجمهوريات السوفيتية، فى 25 ديسمبر، وذلك عقب إصدار مجلس السوفييت الأعلى للاتحاد السوفييتى الإعلان رقم (H-142) والذى أعلن فيه الاعتراف باستقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة، وإنشاء رابطة الدول المستقلة لتحل محل الاتحاد السوفيتي.
وجاء استقلال لاتفيا على خلفية الجبهة الشعبية فى لاتفيا لدعوة أن جميع المقيمين بصفة دائمة تكون مؤهلة للحصول على الجنسية اللاتفية، واستعادة الاستقلال الكامل فى 21 أغسطس عام 1991 فى أعقاب محاولة انقلاب فاشلة السوفياتي.
وبحسب جريدة " اندبندنت" البريطانية الرقمية فى نسختها "العربية" فأن السبب الرئيس وراء سقوط اتحاد الجمهوريات السوفيتية، هى أخطاء الرئيس السوفيتى الأسبق جورباتشوف الكثيرة، وقد اعترف ببعضها فى العديد من مقالاته ولقاءاته وتصريحاته، لكن الأهم والأخطر بحسب ما يقول كثيرون، يتمثل فى أنه بدأ سياسة الـ"بيريسترويكا" من دون تصور واضح ومن دون نظرية يمكن أن تكون بديلاً للماركسية اللينينية.
كان يريد التغيير وتحقيق الجديد من خلال الاعتماد على نظرية فيها كثير من الجمود، من خلال شخصيات ينتمى معظمها، إن لم تكن كلها إلى الماضي، معتمداً منطق التجربة والخطأ، فوقع تحت تأثير عوامل خارجية وقوى أجنبية، استغلت ببراعة منقطعة النظير أخطاء "المصلح السوفياتى" الذى بهرته "أضواء الغرب"، ليضع العربة أمام الحصان، مفضلاً الإصلاح السياسى قبل الاقتصادي.
تصور جورباتشوف إمكان إجراء رتوش على الهيكل القائم على اقتصاد دولة عظمى مترامية الأطراف متعددة القوميات، من دون أن يدرك أن الإصلاح السياسى لا يمكن أن يعزل عن الاقتصادى والاجتماعى والثقافى فى بلد خضع طوال ما يقرب من 70 عاماً لقهر سلطة وتسلطها واستبدادها جثمت على أنفاسه وأخمدت صوته، ولعل بداية الإصلاح السياسى هى التى أفضت بالزعيم إلى التقارب مع الغرب.
وعلى الرغم من أن أصابع الاتهام تشير إلى خطاء جورباتشوف الذى تسبب فى انهيار الاتحاد السوفيتى، إلا أن العديد من الكتب والمؤلفات، خرجت لتوضح أن فكرة المكاشفة والمصارحة، وإعادة البناء، المسماه "البريسترويكا"، لم تكن إلا الواجهة التى عمل من خلالها الغرب على البدء فى تفخيخ الأوضاع الداخلية فى الاتحاد السوفيتي، وصولاً إلى تفكيك عقد الجمهوريات السوفيتية السابقة، وتالياً انفراط عقد البلاد التى كانت تدور فى فلكه، ثم سقوط حائط برلين وتوحد الألمانيتين.
وعلى الجانب الآخر، هناك آراء داخل روسيا عينها، ترى أن الرجل كانت نيته سليمة ورغبته سديدة فى تصويب المسار، لكن لأن الاتحاد السوفيتى كان كعملاق لكن بقدمين من فخار، فقد انهار سريعاً.